وزير جديد وعهد جديد تستقبله وزارة الصحة المثقلة بهمومها والمتعثرة بمسيرتها ، والكل ينظر بامل الى الوزير الجديد منتظرا رياح التغيير والتى لا بد ان تهب على هذه الوزارة الهامة التى تقدم الخدمة الطبية لملايين المواطنين الاردنيين.

ان المشاكل التى تعترض مسيرة الصحة كثيرة ومعقدة , ومن اهمها النقص الشديد فى الكوادر الطبية وخاصة فى الاختصاصات الفرعية كالقلب والاعصاب والغدد الصماء والجهاز الهضمى والكلى وجراحة الاعصاب وغيرها من الاختصاصات الهامة.

وكل ذلك بسبب هروب هذة الكفاءات النادرة الى دول الجوار والى القطاع الخاص , بسبب تهالك الرواتب والحوافز التى لا تتناسب مع ما بذلة هؤلاء الاطباء من جهد ومال فى سبيل الحصول على شهاداتهم وخبرتهم , كما انها لا ترقى اطلاقا الى مستوى مثيلاتها عند اطباء الجامعات والخدمات الطبية الملكية .

هذا ناهيك عن عدم حصولهم على اية امتيازات من تلك التى يتمتع بها زملاؤهم كالاعفاءات الجمركية للسيارات والمقاعد فى الجامعات والتسهيلات المالية الاخرى والاسكانات وغيرة .

ولقد كتب على اطباء الصحة وهم فى خط التماس المباشر مع المرضى ومرافقيهم , ان يتحملوا المسؤلية عن كل هذة السلبيات من نقص فى الادوية وعدم توفر الاسرة والمواعيد البعيدة بسبب الاعداد الهائلة من المراجعين , وهم بذلك يعرضون انفسهم مع كوادر التمريض لنزق وغضب المواطنين الشرسين ,وعليم ان يحموا وجوههم من " البكسات " والصفعات وتكسير العظام .

لقد طالبنا ومعنا نقابة الاطباء مرارا وتكرارا كل الحكومات السابقة بالتدخل لحل كل هذه المشاكل , وخاصة تلك المطالبة التاريخية التى تعبت اقلامنا وحناجرنا من ترديدها الا وهى ضرورة اعتماد النظام الخاص للاطباء لوقف تسرب الكفاءات الى خارج الوزارة ولتحفيز عودة الاطباء العاملين فى دول الجوار الى حضن الوزارة ....

اما عن المشاكل الاخرى كالترهل الادارى والبيروقراطية واحتكار الادارات ورئاسة التخصصات واللجان الهامة , فهى بحاجة الى مراجعة طارئة ، بالاضافة الى معالجة مشكلة نقص الادوية والاجهزة الطبية في مختلف المراكز والمستشفيات ونقص الاسرة والكوادر في المستشفيات وخاصة في اقسام الاسعاف والطوارئ التي تشهد كثيرا من الاعتداء على الاطباء .

ونحن اذ نعرض كل هذه المعوقات والمشاكل امام الوزير الجديد لعلى ثقة بانه على قدر المسؤلية لما عرف عنه من قدرة وخبرة وحنكة اثناء ادارته للخدمات الطبية الملكية .