facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيقونة على شغاف القلب


عامر طهبوب
22-10-2023 08:33 PM

على مدى أسبوعين من الحرب الظالمة المتوحشة غير المسبوقة على غزة، كانت عيني على "الرمال"، و"دير البلح"، و"بيت حانون"، و"خان يونس"، و"بيت لاهيا"، وعلى الضفة الغربية، والقدس، وعلى كل فلسطين التي تخوض واحدة من أشد معارك المواجهة مع الكيان الغاصب المغتصب للأرض والحقوق، ولكن عيني ظلت حانية على عمان، وعلى إربد، والسلط، ومعان، والكرك، والعقبة، وعلى الأغوار، وعلى كل بقعة في الأردن الأشم، على الشعب الأبي المناصر والمؤازر والمؤاخي، وعلى النبض النابض الذي مثّله رجالات الدرك والأمن العام، الذين وضعوا على صدورهم أيقونات على مقربة من جدار قلوبهم؛ علمي الأردن وفلسطين.

قلب الأردن على غزة، وقلب غزة على كل فلسطين، وكل بقعة على التراب الأردني، لا يمكن لأحد أن يفصم العرى، وأن لا يرى أن الشعب الأردني الفلسطيني شعب واحد موحد، وعندما يشتد الكرب، تنقسم الكوفية والحطة، ويعقد الأحمر بالأسود، ويصافح غربي النهر شرقيه، ويسمع الصدى على طول المدى، صدى الغضب، والحمية، والاستعداد للفداء. الدم واحد، والعدو واحد، والمخاطر واحدة، والهدف واحد، والمستقبل مشترك.

كانت عيني على الملك، كنت ألمح الغضب في وجهه أكثر من تعابير الألم، وأرقب كلمته في مؤتمر القاهرة عندما كان أسداً هصوراً في موقفه الصلب، وإدانته الواضحة الحاسمة، وصلابته في مواجهة الأحداث، وليس هذا غريباً، ووجدت أن الرسمي ينسجم مع الشعبي، وأن العسكري يستوعب المدني، ويفهم ألمه، وحماسه، وغضبه، واندفاعه، وتهوره أحياناً، ولكني لم أفهم وسط كل ذلك، أصوات نشاز، تشكك في موقف الأردن، وفي صلابته في مواجهة الحرب غير المسبوقة على الشعب الفلسطيني. رفض الأردن التهجير إلى أراضيه من الضفة الغربية، وذلك ما يجب أن يفعله الأردن بلا تردد للحفاظ على فلسطين، ورفض فتح الحدود خوفاً على أبنائه، وعلى أن تستغل إسرائيل اي اختراق للاعتداء على ابنائه، ويفعل الأرد ذلك ضمان حصول الفلسطينيين على حقهم في إقامة الدولة، كما رفضت مصر هجرة أبناء غزة، لكن الجميل في الشعب الفلسطيني، أنه يرى فخاخ إسرائيل التي تهدف إلى إنجاز "ترانسفير" جديد تتخلص فيه من الكثافة الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية، أو في قطاع غزة. أفشلت غزة مشاريع التدويل عام 1956، وستفشل اليوم مشروعات التدويل، أو التهجير، أو إعادة التوطين، لأن ما حدث عام 1948 لن يتكرر ثانية، لا الفلسطيني سيقطع الشريعة، ولا الأردن سيسمح لإسرائيل إرغام الفلسطيني أن يقطع النهر من غربيه إلى شرقية. "زمان أوّل حوّل"، لا للتهجير، ولا التسفير، ولا إعادة التوطين، أو الوطن البديل، ولا للجوء آخر بعد اليوم.

لا لكل ذلك، ولا لكل صوت نشاز يشكك في نزاهة وصلابة ووطنية المواقف الأردنية، قيادة، وعسكر، وعشائر، وعائلات، وأسر، وأبناء مخيمات، تلك اللا كبيرة ومجلجلة، وما زلت أذكر السؤال الذي وجهه لي صديقي الروائي مفلح العدوان ونحن قلب عمان عام 2019: ما سر حبك لوسط البلد؟ قلت: لأنني صادق في الإصرار على استعادة القدس. لا للمزاودة على الأردن، ولا للتشكيك في مواقفه، ولا لمس أمنه وسلامة أراضيه، ولا لزعزعة تماسكه، ولا للفوضى تحت شعارات وطنية، ولا للمساس بمقدرات الدولة ومؤسساتها، ولا بممتلكات المدنيين، والأهم: لا للتخوين، ولا لاحتكار الوطنية واستغلال غضب الأهالي على ما يحدث للأهل في فلسطين. تلك رسالة يجب أن تفهم في سياقها الوطني والأخلاقي والواقعي من الأقصى والداني؛ الأردن خط أحمر، باق، وسيببقى، وفلسطين ستتحرر قريباً، والدولة قادمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :