واحدة من الصور التي لا أظن أني سأنساها ما حييت؛ عندما كانت الثورة المصرية في ذروتها، قام المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع بجولة تفقدية لعناصر الجيش ..اقترب من جندي أسمر قصير القامة،قرصه في خدّه ممازحاً : ((ايه مالك...مصر محتاجالك)) .. ثم ربت على كتفه وغادر.

قالها ذلك العسكري العجوز بصدق وحرارة لشاب في مقتبل العمر لا يحمل على كتفيه أي رتبة مهمة سوى «مواطنته»، لكنه يحمل في قلبه مصر كلّ مصر . لقد تخيلت وزير الدفاع يقولها لكل عربي يده الأولى على قلبه والأخرى على وطنه..

كلما قرأت عن مطالبات لها طعم «الابتزاز «، من زيادة معاشات تقاعدية، وتحسين أوضاع لحظية،واغلاق طرق، واعتصامات لمؤسسات مهمة ترغب في تحقيق مكتسب في ظل «الفوشطة»، وكلما لمست بعيني ويدي حرارة تسخين الخطاب، ومحاولات تأليب على البلد، ومد الأيادي كلها دفعة واحدة وبتوقيت واحد أمام كوانتر» التنفيذ»، وخلق اصطدام بين أي جماعتين لوضع الوطن في المنتصف، وفرض شروط مجحفة ليست في وسعنا، وزج الوطن في دائرة النار للاستمتاع ببريق اللهب..ليس الاّ... تذكرت عبارة المشير طنطاوي..

ايها الأردني الوفي لسمرتك،لتراب حنطتك، لشجاعتك، لصبرك البدوي الجميل، يا من تحمل على كتفك ..»وطنيتك» كأعلى أعلى الرتب..نعرف ان كل ما تطلبه هو من حقك فلا منّة عليك، لكن لنقدم الأهم على المهم..

***

ايها الأردني الوفي لسمرتك..»الأردن محتاجلك»..

ahmedalzoubi@hotmail.com

(الرأي)