أريد أن أكتب عن القذافي هذا الصباح: «دار دار شارع شارع زنقة زنقة».

ماذا يعني القذافي بكلمة (زنقة)؟!

أنا لا أعرف شخصياً ماذا تعني ولكن بعض الأصدقاء قالوا لي إنها تعني «حارة» ربما...

أصبحت تلك الكلمة رائجة في العالم العربي لدرجة أن البعض طورها لتصبح أغنية يرددها الجميع.. وآخرون استعملوها في المسيرات وربما ستخرج كلمة قريباً تسمى (زنقة زنقة) على غرار (كفاية) أو (ذبحتونا)..

لدينا كلمة قريبة من (زنقة زنقة) وهي (مزنوق) وهذه المفردة في لهجتنا العامية تعني إمّا طفران أو بحاجة للحمام.

أتذكر مثل أردني يقول: «مثل جدي الفاردة».. وجدي الفاردة هو هدية يأخذها أهل العريس لوالد العروس ويتم وضعه في صندوق السيارة ولأن الفاردة يتخللها كم هائل من اطلاق النار اضافة للزوامير.. يصاب الجدي بحالة هلوسة وجنون ولحظة أن يتم فتح الصندوق لتقديمه هدية لوالد العروس.

يبدأ الجدي (بالنطنطة) و(المثاغاة) وربما يهرب.. لهذا تبذل محاولات حثيثة لربطه في احد أعمدة (المعرّش) .. ولكنه مع ذلك يبقى في حالة ذهول وصدمة..

القذافي هو الوحيد في العالم العربي الذي نجح بتطبيق هذا المثل على أرض الواقع ليس بالحديث للجماهير عبر خطاباته وإنما أيضاً بالشكل والنطنطة والضرب على الطاولة والصراخ: «زنقة زنقة».

آخر خطابات القذافي كانت تحتوي على طلب من الجماهير الليبية بالفرح حيث قال لهم: «افرحوا امرحوا هيصوا اسهروا».. لدرجة تشعر أن الزعيم: «جاي اينقط في احد الأعراس» وتستغرب كيف يطلب معمر من الجماهير الفرح في لجة تيار الدم المنسكب في ليبيا.

على كل حال «زنقة زنقة» و»هيصوا وافرحوا..» وكل خطابات العقيد تؤكد أن «جدي الفاردة» نهايته تكون وخيمة.

بصراحة أنا (مزنوق) من واقعنا وأخطط لإنشاء موقع إخباري ساخر يحمل اسم «زنقة زنقة».
(الرأي)