facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يولد المُعارض مُعارضا .. أم تجعله الحكومة كذلك؟! ..


محمود الدباس - ابو الليث
25-01-2024 11:16 PM

في الواقع هذا السؤال حاولت ان اجيب عليه منذ زمن.. ولعلاقتي القوية باصدقاء ممن يوصفون بالمعارضة.. اجد فيهم حب الوطن الشديد.. ولكنني كنت اظن فيهم ظن السوء.. بانهم تحولوا الى خندق المعارضة لاغراض شخصية..

فمنهم من افنى زهرة شبابه في خدمة الأردن وفي اماكن ومراكز حساسة.. وكانوا ممن يؤتمنون على الكثير من الامور والملفات والاشخاص المهمن..
ومنهم من تحول بعد ذلك الى معارضة شديدة.. ومنهم من تحول الى معارضة معتدلة بعض الشيء..

وحين كنت اتحدث اليهم.. واعلم كم كانت مراكزهم حساسة.. كنت اظنهم تحولوا الى المعارضة لانهم لم يحظوا بمكانة اكبر بعد تقاعدهم وتركهم مراكزهم.. وهذا ما كنت ايضا اسمعه من مقربين لهم..

بنظري البسيط وجدت ان هناك من تحول فعلا للمعارضة لمصالح شخصية لم يحصلوا عليها.. وحبن سألت البعض.. اجاب هذا جزء من الامر ولا ننكر.. ولكن السبب هو انهم وجدوا من هم اقل كفاءة وتفاني منهم يتسلمون مناصب هم احق بها.. ومنهم الكثيرون الذين تحولوا معارضين حين خرجوا من مراكز عملهم واصبحت زاوية الرؤيا لديهم اوسع واشمل بحكم بعدهم عن ضوابط المراكز وانشغالهم الكبير.. ووجدوا الكثير من التجاوزات التي لم يكونوا يتوقعوها ابان انخراطهم في العمل..

وحين اتحدث عن نفسي.. وكنت كثيرا ما احاول ايجاد المبررات لبعض التصرفات والقرارات الحكومية.. وكنت اواجَه بالنقد الشديد من اصدقاء مقربين.. حاولوا جاهدين توضيح بعض الامور لي.. وتبيان ان ما ادافع عنه ليس بالشكل او التصور الذي اتبناه.. حتى قال البعض عني انني في بعض الاحيان اكون "سحيج"..

الا انني اشهد الله كنت احاول جهدي ان اكون ايجابي النظرة.. واقنع نفسي ان هذه الامور قد تكون من باب المصلحة العامة والتي قد يغيب عني فهم جزئياتها الدقيقة.. وبعدي عن مركز القرار.. وبالتالي كنت اصر على موقفي..

ولكن كما يقال "الواحد بيتعلم من كيسِه".. ولانني رجل احب ان اصدر احكامي بناءا على دلائل قاطعة.. ولا يمكن ان انجرف خلف اهواء الغير دون التأكد.. فقد اخذت جانب المراقب والمتابع لبعض الامور.. وللاسف كانت النتيجة صاعقة لي.. فغيرت الكثير في تفكيري..

فوجدت ان الحكومات هي من تصنع معاريضيها.. وهي التي تجلب العداء لها.. وهي من تحوِّل اقلاما ومحبين لها الى الخنق المعادي..
وقد يغيب عنها ان هؤلاء المنطقيين والمهنيين في نظرتهم وحكمههم ونقدهم.. اذا تحولوا الى الخندق المقابل.. سيكونوا اشد وقعا واقسى ضربا وايلاما عليها.. لان الكثير من ابناء الوطن يثقون بهم وبما يقولون.. ولان معظمهم معروف عنهم أن لا مطمع لهم في اي منصب او حظوة..

فحين تعلن الحكومات على لسان رؤسائها.. واعضاء الفرق الوزارية.. بانها ستقتلع الفساد من جذوره.. وانها ستحارب كل مَن تسول له نفسه ان يقوم باي فعل فيه فساد.. وتقوم هي ومع سبق الاصرار بافعال فيها اخذ الخاطر والمحسوبية دون اي مسوغ او مبرر.. وتتعامل بشكل يوحي ان هذا ما نريد "واللي عاجبه عاجبه.. واللي مش عاجبه يشرب ماء البحر".. وتحاول بكل الطرق حماية قراراتها حتى لو بالضغط على من يراقبها.. هنا اجدني انني لن استطيع ان افتح عيني بوجه اي شخص ينتقد الحكومة بحق او بغير حق.. ولن ادافع -كما يقال- بقرن مكسور فحسب.. بل بدون قرن اصلا.. ولن يقبل كل شريف وطني بهذا من الاصل..

اخيرا اقول للحكومة الرشيدة.. استحلفكم بالله ان لا تخونوا القسم الذي اقسمتموه امام جلالة الملك -الذي هو قسم لله اولا- بان لا تخونوا الامانة.. بان تكونوا على قدر هذا القسم.. وان قمتم بافعال خنتم بها هذا القسم المقدس الغليظ.. والتي تعلمونها جيدا.. وقمتم بمحاولة كتمها عن الناس.. فالعمل والقرار الصحيح يجاهر به المسؤول ولا يضعه ضمن قائمة "المكتوم".. فعليكم حينها بالتراجع عنها.. وهذا من شيم الكبار.. والرجوع الى الحق فضيلة.. واعلموا انكم بهكذا تراجع ستكبرون في اعين الجميع.. وستكسبون الوطنيين الى صفكم.. وتعيدون الثقة مع المواطنين.. وتردمون الهوة بينكم وبينهم.. والاهم من ذلك سترضون رب العالمين.. وستلاقونه وهو راضٍ عنكم.. يوم لا ينفع مال ولا بنون.. طبعا اقول هذا لانني اتوسم فيكم الخير والايمان..

واياكم ان تحوِّلوا من يحب الوطن ويدافع عنه.. الى صف المعارضة.. واقسم لكم بانكم انتم الخاسرون.. بخسرانكم اياهم.. وخسرانكم رضا رب البرية.. وسقوطكم من اعين الناس.. ولا اقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد مستغلٍ منصبه وصلاحياته لإرضاء هذا او ذاك.. ولمصالح شخصية.. وتضييع حقوق الناس.. واهدار للمال العام..

حمى الله الأردن ملكا وشعبا وارضا..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :