facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوتين يكشف أسرار الحرب


د.حسام العتوم
12-02-2024 11:15 AM

تابع العالم المقابلة الصحفية وسط قصر " الكرملين " الرئاسي في موسكو مساء يوم الثامن من شهر شباط الحالي / 2024 التي أجراها الصحفي الأمريكي المشهور تاكر كارلسون من قناة "X" لصاحبها الملياردير الكندي الكبير "اليون موسك " مع رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ، و أعد نفسه و أوراقه الصحفية عاما كاملا ، و جاءت متزامنة مع استمرار الحربين في أوكرانيا و في غزة ، لكنها لم تتطرق للحرب في غزة التي راح ضحيتها حتى الساعة 28 الفا من المواطنين الفلسطينيين المسالمين الى جانب عدد غير معلن عنه من الإسرائيليين ، و العدد الكلي للقتلى مرشح للتصعيد بعد رفض إسرائيل وقف اطلاق النار وعدم القبول بشروط حماس .

وتم التركيز على تعثر العلاقات الأمريكية و الأوروبية والأوكرانية ( الغربية ) من جهة و الروسية من جهة أخرى ، وعلى الحرب ( الأوكرانية ) التي كشف الرئيس بوتين بأنها ، لم تبدأ من موسكو ، وبأن كل ما تفعله روسيا هو التصدي لها و الدفاع عن نفسها . وكشف بوتين أكثر بأن من بدأ الحرب هو رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ، و كييف العاصمة الذي أعلن رئيسها زيلينسكي رفضه التفاوض مع موسكو تحت تأثير رغبات واشنطن و اعتقادا منهما ومن الغرب بأن النصر سيكون حليفهم، وهو المستحيل عندما يواجهون دولة و قطب عملاق بحجم روسيا.

وحمل الصحفي الأمريكي كارسلون في جعبته ملف اطلاق سراح الجاسوس الامريكي ايفان غيرشكوفيتش ،الصحفي – مراسل وول ستريت جورنال ، الذي القي القبض عليه متلبسا في منطقة الأورال في مدينة ( يكاتيرنبورغ ) بتاريخ 29/ أذار 2022 يجمع معلومات - جس نبض - عن رأي الروس حول الحرب الأوكرانية . وهو الأمر الذي نفاه الجانب الأمريكي و يطالب بالأفراج عنه ، وسبق لوزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكين أن أثار قضيته ، و السفارة الأمريكية في موسكو متابعة عن كثب لموضوعه ،وتحضر جلسات محاكمته .

والأهم هنا هو أن المقابلة الصحفية لكارلسون لم تكن مستقلة كما أشيع ، فلقد حملت معها ملفا للحكومة الأمريكية تعلق بالصحفي الأمريكي ايفان المتهم من قبل روسيا بالتجسس وفي وقت غير مناسب تشهده العلاقات الروسية – الأمريكية ، بل متشنجة بسبب موقف أمريكا المنحاز للعاصمة " كييف " و تشجيعها على مواصلة الحرب بدلا من طرح موضوع المفاوضات فوق الطاولة ، و التمادي يتزويدها بالمال الأسود والسلاح الحديث وبشكل دائم، وبرقم ملياري كبير تجاوز المئتي مليار دولار ، وبنتيجة وصلت الى الصفر.

وقابل الرئيس بوتين طلب الصحفي الأمريكي كارلسون بالافراج عن الامريكي ايفان بعرض ملفه على التفاوض ، وبأنه في نهاية المطاف سوف يعود لبيته . ومجرد قبول الرئيس بوتين والكرملين مقابلة كارلسون أعطت اشارة أن نوايا موسكو حسنة حتى تجاه التفاوض على الحرب الاوكرانية التي تعتبر بأنها ليست طرفا في بدئها ، وتعتبر كما ورد على لسان الرئيس بوتين بأن أمام أمريكا ملفات عديدة تستطيع الأنشغال فيها وترك أوكرانيا تعالج قضية حربها بنفسها ، وهي التي اضاعت فرصة عام 2008 في تركيا و اتفاقية " مينسك " و الحوار .

وأوضح بوتين لضيفه كارلسون بأن بلده أمريكا معقدة التركيب ولا أحد يعرف من يديرها، و بأنه أراد سابقا عام 2000 ادخال روسيا الى الناتو لكن أمريكا رفضت الاقتراح الذي كان بإمكانه لجم الحرب الباردة و سباق التسلح . و رغب بعد زيارة لسيادته لمنطقة ساحلية أمريكية و لقاء الرئيس الأمريكي آنذاك بتشكيل شبكة دفاع روسية – أمريكية – أوروبية مشتركة ، لكن أمريكا أفشلت المشروع .

وتحدث الرئيس بوتين مستغربا لماذا عرضت أمريكا على أوكرانيا دخول ( الناتو ) عام 2008 بعد ذلك ، وهو الأمر الذي يعكس عدم ثقة أمريكا بروسيا – بوتين و تخوفها منه . و أفصح بوتين أكثر بأن قرار الحرب الأوكرانية والذي هو غربي ، الأصل أن يعالجه الغرب نفسه ، و هي ليست وظيفة لروسيا . وطالب ( الناتو ) الانصياع لسلام الأمر الواقع في الوقت المناسب ، و اتهم بوتين أمريكا مباشرة بتفجير خط الغاز ستريم 2 ، و أبدى استعداد بلاده روسيا لإعادة تشغيل الخط تجاه أوروبا من جديد ، وهو الذي ترفضه المانيا الان .

وكشف بأن العقوبات الغربية الاقتصادية على روسيا جعلتها تتبوأ المركز الاقتصادي رقم 1 في أسيا . وقال بأن أمريكا تخشى الصين التي تتربع على عرش اقتصاد العالم و لا تخشى روسيا . و شخصيا أضيف هنا ، و هو الذي غفل بوتين ذكره بأن أمريكا تخشى تفوق روسيا عسكريا ، وهي كما ذكر بنفسه بأنها تطور سلاحها باستمرار و لا تستهدف أمريكا ، و لا تخطط لضربة نووية أولا من شأنها تدمير البشرية و الحضارات باعتبارها دولة فوق نووية .

وشرح الرئيس بوتين لضيفه الامريكي قصة بناء أوكرانيا في زمن جوزيف ستالين ، و حصولها على مساحات اضافية على ضفاف البحر الأسود ، وخاصة في زمن نيكيتا خرتشوف ، و حول تسمية العاصمة بكييفسكايا روس ، و لاحظ ذات الوقت بأن ما يقوله ربما كان مملا ، لكن كارلسون أجاب بالعكس ، فالموضوع ممتع له . وقال بوتين بأن لا مطامع لروسيا في هنغاريا أو في غيرها . و بأن سياسية الصين الخارجية ليست عدوانية ، و لروسيا علاقات استراتيجيةو تاريخية و تبادل تجاري و صل الى 230 مليار دولار ، و المسافة التي تربط روسيا بالصين محدودة . و لقد أصبح اعتماد روسيا على الين الصيني أكثر بكثير من الاعتماد على الدولار .

وتحدث الرئيس بوتين عن قلق بلاده من توسع ( الناتو ) خمس مرات رغم تعهده بعدم التوسع تجاه روسيا شبرا واحدا . و بالمناسبة فإن توسع ( الناتو ) شكل سببا رئيسا لإندلاع الحرب الأوكرانية تضليلا ، و التي هي أمريكية – غربية بعد تشجيع " كييف " عليها ، و استبدال الحوار و السلام بحرب بلا نهاية هدفها ديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح و استنزاف روسيا و حتى تقسيمها في الوقت المناسب ، لكن استمرار صعود إسم بوتين حطم كل مشاريع الغرب السوداء ، و أبقى روسيا ناهضة ، تقود توجه عالم متعدد الاقطاب لتحقيق العدالة الدولية و لرفض تغول عالم احادية القطب الذي قدم الازمات و الحروب على السلم و السلام العالمي و التنمية الشاملة المستدامة .

وأوضح الرئيس بوتين دور التطرف الأوكراني في الحرب ، وهو المتمثل بالتيار البنديري الذي يصفق الغرب لرموزه ، وهم من اشتركوا في محرقة " الهولوكست " . وتحدث عن دعم أمريكا للإرهاب في القفقاس و اعتباره معارضه -وتعليقي هنا- هو بأن روسيا عانت طويلا من غزو الارهاب لها عبر حدودها و في داخلها ، و يبدو أن أمريكا ومعها غربها لن يهدأوا ان لم ينتصر خيار عالم متعدد الاقطاب و يطرح أرضا احادية القطب و كواليسها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :