facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما ينادي بوتين بديمغرافيا أكبر


د.حسام العتوم
18-02-2024 10:26 AM

نداء حديث وجهه رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير فلاديميروفيج بوتين لحكومة بلاده لحث و تشجيع المواطنين الروس بزيادة عدد الانجاب من طفل الى اثنين على الأقل و حتى أكثر للمحافظة على الهوية العرقية الروسية . و المعروف هو أن عدد سكان روسيا وصل الى 150 مليون نسمة و هو قليل بالمقارنة مع مساحة روسيا الجغرافية البالغة أكثر من 18 مليون كيلومتر مربع ، و هي الأولى عالميا.

و توجه الرئيس بوتين لاعلاقة له بالحرب الأوكرانية و سقوط اعداد كبيرة من العسكريين و المدنيين الروس كما يشاع في الغرب الأمريكي ، و المعروف بأن عدد قتلى و شهداء روسيا في الحرب الأخيرة بالمقارنة مع مثلهم الأوكران الذين يمثلون العاصمة " كييف " و نظامها السياسي قدره رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكا في مقابلة أجرتها معه الصحافة الأوكرانية مؤخرا ب 1- 8 . ومنذ بدء العملية الروسية الخاصة التحريرية الإستباقية الدفاعية لم تضع هدفا لها استهداف المواطنين الأوكران بحكم علاقات التاريخ و الجوار في اطار العائلة السوفيتية السابقة ، و السلافية .

وخطوة الرئيس بوتين الجديدة هذه من شأنها أن تشكل رافعة و منصة لتمتين البنية التحتية الروسية الداخلية ، و على مستوى تحسين المعيشة عبر تمكين الرواتب و التقاعدات الحكومية ، و فتح فرص العمل في القطاع الخاص ،و التشجيع على الاستثمار ، و الأجنبي منه ، واعادة النظر بتأشيرات الفيزا ، و تسهيل الحصول على جواز السفر الروسي على المتزوجين من الروسيات و على المستثمرين ، و تطوير البنية التحتية للسياحة الداخلية ، و تنظيم السياحة الخارجية و توجيهها لخدمة الدخل القومي الروسي وفق برامج مدروسة . ولقد جرت العادة و بسبب الإمكانات الاقتصادية الصعبة وعلى مستوى السكن ، أن تنجب السيدة الروسية طفلا واحدا ، بينما هي الصورة مختلفة في مناطق القفقاس حيث الإنجاب الوفير .

ولقد قارن الرئيس بوتين للتو في مقابلة أجراها معه الصحفي الأمريكي المشهور كارلسون بين عدد سكان روسيا و عدد سكان الصين ، و أظهر بأن المسافة الديمغرافية بينهما من 150 مليون الى مليار و نصف المليار نسمة ، و بأن الاقتصاد الصيني هو الأول في العالم ، وهو المرعب للولايات المتحدة الأمريكية ، بينما الاقتصاد الروسي هو الأول فقط على مستوى أسيا و لا تخشاه أمريكا . وبطبيعة الحال ‘ فإن أمريكا تهاب القوة فوق النووية الروسية المتطورة بإستمرار ، و حديثا اخترعت روسيا سلاحا يستهدف الأقمار الصناعية لم تستخدمه بعد ، لكنه حسب أمريكا لا يهدد الكرة الأرضية .

الرئيس بوتين صاحب مبادرة و صيحة الزيادة الطردية للإنجاب في بلاده روسيا ، هو الأبن الأصغر في عائلته بين ثلاثة أخوة ، اثنين منهم ( فيكتور و البريت ) توفاهما الله قبل ولادته ، وواحد منهما قضى نتيجة حصار ليننغراد، ووالدته ماريا عثر عليها وسط قتلى نهايات الحرب العالمية الثانية ، و أنجبت بعدها بوتين . ولقد كافح طويلا من أجل بلاده روسيا ، و صعد بالتدريج الى السلطة في موسكو كرجل أمن بداية ، ثم ارتدى ثوب السياسة بنفس الطريقة ، حتى أصبح الرئيس الذي يصعب على روسيا الاستغناء عنه ، و عن دوره الاقتصادي و السياسي ، وقبل التحديات الداخلية و الخارجية التي تواجه بلاده العظمى روسيا . و الرئيس بوتين من مواليد 7 أكتوبر عام 1952 ، و هو التاريخ الذي ادهش العالم بظهور اسمه ، و يرعب العالم اليوم بعد مواجهة الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي في غزة نيابة عن 75 عاما من الاضطهاد و التعرض للسجون و التطاول على الأقصى .

أهم ملف يقلق الرئيس بوتين هو الاقتصاد و العسكرة و النهوض المستمر بهما ، و لقد تمكنت روسيا في عهده من تبوء المركز الاقتصادي رقم 1 في أسيا ، و الرقم 1 فوق النووي العسكري على مستوى العالم ، و تميز في تكنولوجيا الفضاء ، ورائد الفضاء الروسي فاليري بولياكوف سجل أطول فترة مكوث هناك بلغت عامي 1994/1995 -438 يوما متتالية . و تمتلك روسيا 37 مفاعلا نوويا للأغراض السلمية ، و فيها أكبر احتياطات من الغاز الطبيعي ، ومن أكبر الصناعات البترولية في العالم ، و أكبر احتياطي نفطي ، و ثاني احتياطي من الفحم على مستوى العالم . و احتياطي ضخم من الذهب حوالي 2330 طنا . وأكثر من مليار هكتار مساحة الغابات في روسيا . و ثاني دولة على خارطة العالم في تجارة السلاح .

بدأ الرئيس بوتين ببناء علاقات طيبة مع الغرب ومع أمريكا بالذات ، و رغب بأن ينعكس التعاون معهم على تعزيز التنمية الروسية الشاملة ، فكان أول من بادر عام 2000 بإدخال بلاده الى حلف " الناتو " ، و لبناء شبكة دفاع مشتركة مع أمريكا و أوروبا ، و أدخل فرنسا و المانيا شركاء في اتفاقية " مينسك " لضبط الأمن في الجوار الأوكراني و لمنع التدخلات الغربية ، و لضامنة سيادة أوكرانيا على أراضيها ، لكن عملية روسيا الخاصة العسكرية ارتأت عام 2022 ضم أقاليم شرقية و جنوبية هامة كادت أن تقع فريسة بيد أمريكا و الغرب ، و تحديدا بيد "الناتو ". و شهدت روسيا – بوتين زيارات لرؤساء أميركان مثل جورج بوش الأبن ، و كلينتون ، و أوباما ، و زيارة مماثلة لبوتين لأطراف أمريكا .

لكن غزو أمريكا قائدة " الناتو" للعراق عام 2003 غيرت مشهد العلاقات الروسية – الأمريكية و مع الغرب ، و زاد الربيع العربي تعقيدا لها بعد التدخل الأمريكي السافر في شؤون العرب ومن دون دعوة . ونجحت روسيا في ادارة الملف السوري و قربت أمريكا منه لإيجاد مخرج امن له ، ثم غادرت الحدود السورية – الاردنية للتفرغ لحرب فرضت عليها من قبل أمريكا و الغرب ، و الهدف لديهم اشغال روسيا عن مواصلة البناء الداخلي الخاص برعاية الأنسان الروسي . و توجهت روسيا الى خطوة أبعد من ذلك ، تجاه بناء عالم متعدد الاقطاب من شأن أن يعود بالخير على روسيا وعلى كل أركان العالم المتضررة من تغول احادية القطب .

و الان ، ومع وفاة المعارض الروسي في مجال الفساد - الكسي نافالني ، و التي هي وفاة طبيعية في سجنه ، حيث حكم علية في بلده روسيا 19 عاما لعدة أسباب منها التخابر مع الغرب ،و قيادته لمسيرات برتقالية . و هو الذي تعرض لحالة تسمم عام 2020 و نقل للعلاج لالمانيا . و أصبح موضوع وفاته مادة دسمة للغرب للأنقضاض اعلاميا على روسيا ، و هاهي نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هارس ، و رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أيضا يتصدران مشهد توجيه النقد لروسيا و اتهام الرئيس بوتين مباشرة بسبب وفاة نافالني ، و تصدي اعلامي كبير لهما من قبل الخارجية الروسية .

و بكل الاحوال يبقى موضوع نافالني داخلي روسي لا شأن للغرب به ، و هو الذي لا يرى من ثقب سياسته حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني و التسبب في استشهاد أكقر من 28 الفا جلهم من الأطفال و النساء ، و التهديد الإسرائيلي المباشر أيضا لرفح ، وهو المتوقع أن يتحول لكارثة بشرية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :