facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءات في ديوان (ما يفوق الواقع) للشاعر بسام سعيد عرار


20-03-2024 10:04 AM

عمون - قدم عدد من النقاد والأدباء من الوطن العربي قراءات وإضاءات لديوان ما يفوق الواقع للشاعر الأردني بسام سعيد عرار، وذلك بعد إشهاره في المكتبة الوطنية.

وفي ما يلي القراءات التي قدمت في الديوان الشعري:

أولًا قراء الديوان من وجهة نظر الشاعرة فريدة مزياني المغرب:


ومازال " مايفوق الواقع " يخرق فضاءات واقع المغرب العربي، وهذه المرة في ربوع فاس العالمة،، من الأردن البهي، هبت نسائم الشعر والإبداع بيد الشاعر بسام، رسام الجمال، خطاط ملامح واقع يفوق الواقع، في رحلة إبداعية ماتعة تجمع بين سمو الحرف، وفنية التطريز، وفخامة المبنى،، بحثا عن السلام، والكرامة والحب في إصدار رائع: ديوان شعري " مايفوق الواقع " للشاعر الإنسان المبدع أ بسام سعيد عرار.


في الواقع أطلت الوقوف على عتبات محراب بوح مبدعنا الراقي ، أغرف ماشاء الله لي من بهاء الدلالات، وحكمة المعاني، لراهب نسج عباءات البهاء من قاع خابية الحبك والتطريز؛ وليستوقفني العنوان بحمولته الوازنة، وكمِّ دلالاته المختزلة : " مايفوق الواقع " رمزية التطلع والتحليق بعيدا، حيث جذوة الأخوة والمحبة والسلام، أداتها نفي الظلام والفساد والانانية ، وانبثاق فكر يفجر ينبوع الحياة الكريمة،، ويعيد للانسان إنسانيته المسلوبة، بعيدا عن تسلط " الأنا " ،، في عمق نصوص تشكل في النسيج العام، وحدة كلية بين ذات المبدع والآخر، في تيمات متنوعة، وإن كانت في مجملها تصب في مجرى واحد : سبيل الوصول إلى واقع يفوق الواقع ، بنظرة حكيم، يرى وضعا آيلا للسقوط، في تجليات مايفوقه باطنا وظاهرا، وما يتخلله من توق لعالم متخيل مرتجى؛ عالم يتأرجح بين الواقع والحلم،، كما جاء في : " بين الموئل والمدى "
"جسر وصال ممتد
""" """"""
تظل ذاكرة في غربال الأجيال
تهدي للمدى كل هذا وذاك"
بين المعيش والمأمول، الوجود واللاوجود ، في أتون عالم جبار مارد، في حاجة لمن يردعه، يقوم اعوجاجه، ويصحح مساره الإنساني، إذ ينتمي الشاعر إبداعيا إلى زمرة الحالمين باوطان متحررة ، بفلسطين قارب وضعها " بفينيق" رفرف من رماده إلى علياء السماء، في ايحاء صارخ جلي للانعتاق والانبثاق والتحرر، حين" نأت المسافات عن مداها الواصل" في " موعد عشق وشوق "،،،
لكل متمعن في حيثيات هذا الإصدار حكمت بها الظروف والواقع، يلاحظ ملامح تحولات الذات الثائرة، وانسلاخها من واقعها الراهن المرير، إلى واقع مأمول، يجوب فيه الشاعر إلتواءاته أملا منه في التحليق إلى الواقع الحلم، حين قال :
" عند الحرث والزرع يحدوه الأمل
صيرورة ربيع قادم
يترقب الزارع في الخريف
مع قطرات الغيث يستبشر خيرا "
ليجرنا بذلك جرا الى متاهات البحث والنبش عن حقيقة " الأنا " و" الآخر " وحالات تجلياته بين هدأة النفس وثورتها في فورة من غضب صارخ لا يسكن أواره، منتصرا بذلك للبعد الإنساني
حين يقول :
" الجعاب ملأى تكتنز بلا نهاية
زاد الروح الآخر الفريد المديد
نشأة قلب من نقاء
لحمة ضمير من بياض "
ليعرج بعد ذلك لمغازلة القلم، ووضعه فوق عرش فصوله المتقلبة، ومواسم حصاده الصيفية بقفزات رائعة رائدة،،
حين يشهق باعتداد :
" مفتاح الدروب
بين هذا وذاك
""""" """"""""""
يتفتق عن كلمات جامعة
يوثق الحال واستشراف المآل
يتخلل تقلبات المواسم "
وبأسلوب سلس، بالإتكاء على المحسنات البديعية، دون تقعر معجمي، وفي إشارة واضحة لاستنبات حياة من رحم الدمار، في رحاب تربة صالحة للزراعة،، يعبِّد الطرق، يجمِّل " محصول زوان تتقاذفه الرياح "، ليرتقي من واقعه إلى أمداء ارحب بين مد الإكراهات والصعاب وجزر التطلعات والتمني في " منحنيات مائزة " وأحلام مؤجلة،،،،،
شطحات حلاجية تلون في تماهي، إلتماعات عابرة حدَّ الإنصهار والتجلي، حين حلق بنا شاعرنا النبيل بسام سعيد عرار:
" أين أنت مني ؟؟
من إلاك يضمني وأضمه
حدَّ الإلتحام والإنصهار
كلينا في واحد "

إشراقات منفلتة، تائهة في غابات الصنوبر، تتوق في ثوب عرسها الرمادي، وبين رموش أفنانها إلى زواويش امل مثقلة بالنغم، إلى واقع آخر، واقع يجمع شتات الدفء الإنساني، ويرتق اسمال امان مرتقبة،

ليرسم بذلك مبدعنا خارطة الخلاص، بكلمات مدروسة ونبضِ محزونٍ عركته تجارب الحياة،


ترى هل تمكن الكاتب من لملمة شروخ روحه المكلومة؟

هل نجح في إثبات الهوية، وسط غبار التسلط والفساد ؟


ثانيًا قراءة وللمحة على ما ورد في الديوان للشاعر التونسي طاهر مشي

من الأردن تأتينا البشائر،
ويصل المولود الأول للشاعر بسام سعيد عرار في حلة بهية ليكون أجمل هديّة،

هذا المولود هو ديوان شعري صاغته أنامل شاعرنا المبدع بكل حنكة وحرفية فاختار له عنوان "ما يفوق الواقع " ليبرهن على الواقع الذي يعيشه طارحا بعض القضايا العالقة في المحيط وما وصلت له الأوضاع وما جد من قضايا محلية بل وتطرق في بعض نصوصه إلى القضايا العربية، ليولد هذا المنجز من رحم معاناة تجسيدا لواقع فوق الواقع، المحتمل،

هكذا جسد شاعرنا مشاعره الجياشة من شوق وحنين وسرد للواقع الموصوف الذي يعيشه،

فلا يفوتني أن أذكركم أن الديوان ليس تجديدا لما جاء به فطاحله الشعر منذ الجاهلية ولكن هذا المولود متميز لما في طياته من جمال اللغة وما حملت سطوره من سبر للواقع الملموس فكان بهذا قد أولج بين سطوره حكمة النظم بلغة جميلة وسلسة ومفهومة حتى يجد القارئ متعة في فهم الصور الجميلة التي رتقها الشاعر على صفحات ناصعة البياض
.
إن هذا المولود ثري بما يعج في سطوره من صور منحوتة عن دراية وتشبع وببلاغة موصوفة حد الجمال، فارتوت القريحة بما جادت أنامله،
فهذا العنوان الكبير والشاهق "ما يفوق الواقع" هو ملخص لما جاء في باطنة المنجز، فتجد الواقع وضده، وكل الثنائيات المتلازمة التي يصورها المبدع بالرسم بالكلمات،
فنجد متعة الأضداد أيضا مجسدة في العديد من النصوص، الباطل والحق، لنعيش في زمن حاكمه القلم وضابطه الإبداع في العديد من العنواوين: نذكر منها قصيدة قحط وخصب.

بين البدء والمنتهى.

هذا الديوان ضم مجموعة من القصائد المتعددة الفنون،

وقد عبر الشاعر على وطنيته بعدة نصوص جميلة ميزانها الإحساس والحب المدفون بين الضلوع، فقد كتب للوطن العربي مآزرا الشعوب في محنهم،
كتب عن الشام وعن القدس، تاركا بصمة فريدة وصورة مشرفة للساحة ناشدا ما يجول في قريحته.

هذه فقط لمحة مبسطة على ما ورد في هذا المنجز وهذه الهدية التي سعدت بها جدا

تمنياتي بالنجاح والتوفيق للشاعر بسام سعيد عرار وتمنياتي بالنجاح الدائم


ثاالثًا قراء الديوان من وجهة نظر الأديبة / شهرزاد المسعودي

منعتقات لعبور جسور الشعر بحثا عن الإنسان.
نحن إزاء حالة إبداعية متميزة، وشاعر يفتح مجاله الشعري على مصراعيه، نحو قصيدة تتموقع بثقة في العالم الإبداعي، معتمدة على حداثة الصورة واستنطاق المعنى، وتجسيد اللغة، والانفعال العقلي… إحداثيات دقيقة ما كانت لتخطئ هدفها، فهي بمجرد الانفلات من ذات الشاعر تصير ملكا للمتلقي…

وهنا نقف أمام قصائد متمردة على المألوف، موسومة بالتفلّت والانبعاث، وقد تبدو لغتها ساكنة لكنها سرعان ما تتخذ شكل الحركية، وتنبثق عن معانٍ تذهب بالقصيدة أبعد مما تبدو عليه للوهلة الأولى.

هنا نجد الشاعر قد خلق للغته كيمياء جديدة تجعلها مختلفة عن صيغتها الأولية فمنح اللفظة حياة متجددة، وجعلها تتشاكل في وشائجية محكمة مع الموضوع الذي انتدبت لحمله، انظر لقوله :

غروب زاخر ...
زاخرة لحظة الغروب الأولى
تمضي على دروب الشمس لا تتوقف
تحمل إرث الزمان والمكان
تمحصه أطوار الليل المتعاقبة
حتى يحين الصبح بحلته الجديدة…
تنبلج بهايا النور والجمال
تطل على البشرية ديمومة بقاء
تتسربل بالصفاء والمحبة
نصرة للنور يشق ظلمات الحياة…

كما عمد الشاعر إلى النأي عن الصور المستهلكة، وأبحر بعيدا في دلالات اللغة، وهذا ليس له إلا تفسير واحد وهو أننا هنا أمام نصوص وليدة التجديد، وابنة شرعية للحداثة ..نصوص تأنسنت لتصل إلى منعتقاتها نحو اللامنتهى ..وتبقى مفتوحة على احتمالات شتى،

يقول :

البيادر خالية
تعج بالزوان والقشور
تستبشر محاصيل زرع الأيادي الطيبة…
المرايا مثقلة
ما فتئت تترقب
انعكاس بريق حياة وارتقاء…
إنسانية مهدورة ثكلى
تستدعي وتناشد
الحضور والإرث الإنساني الممتد…
أزاهير السبيل تنادي
حثيث الخطى
للخروج من المتاهات المُقفرة…

كما إنها نصوص يدرك القارئ الحال فيها أنها تناغمت مع نظرية (مضمون الشكل)حيث تماهى الشكل مع المضمون في صلة لا تكاد تنفصم عراها، فكأنهما واحد.

ما زال مسك الختام
يمتح العبق من جذوره الضاربة في العمق
يرنو للسماء يجوب الآفاق يلتحف الفضاء
يحاول تدوير زوايا العقم الجافة
في لجة الحيرة يَتقصّى اتجاهات العبور
يتعالى الرجاء في جورب حكايته


يترقب وليداً بكراً ذات فجر
يأتي ويكبر بين كفيه
وهج ضياء.. ضحكة حياة.. دفء عطاء

إن ديوان الشاعر الملهم بسام عرار (ما يفوق الواقع) تقصر عن التقاط أضوائه عدسة اللغة، وتنحسر أمامه عيون البيان، لذا نترك للقارئ أن يزيح الستارة ليكشف بوعيه ما خلف ياء أبجدية القصائد...






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :