بدأ النقل بالسكك الحديدية في الأردن مطلع القرن العشرين ابان أن قامت الدولة العثمانية انذاك بانشاء خط الحديد الحجازي بين الأعوام 1900 و 1908م وكان الهدف من ذلك الخط تسهيل وصول الحجاج الى مكة المكرمة بالاضافة الى فرض سيطرة الدوولة العثمانية على ولايات بلاد الشام والحجاز.

ويذكر أن أجزاء كبيرة من ذلك الخط تعرضت لأضرار جسيمة تعذر صيانتها وتشغيلها منذ زمن بعيد.

وبالأخذ بعين الاعتبار وصول العدد الكلي للمسافرين الذين استقبلهم مطار الملكة علياء الدولي خلال العام 2023 الى حوالي 9 مليون و 202 ألفا ناهيك عن الأعداد الكبيرة لمستقبليهم ومودعيهم الذين يتنقلون من والى المطار وحيث تشير بعض الاحصائيات الى أن عدد المتنقلين يوميا بين مدينتي عمان والزرقاء بلغ نحو 450 ألف شخص وأن عدد سكان مدينتي عمان والزرقاء معا يبلغ نحو 6 مليون نسمة، فهنا تكمن أهمية هذا المشروع الحيوي للنقل في الأردن.

وعلاوة على ماسبق، ومما يؤكد هذه الأهمية الاستراتيجية للمشروع هو وجود عدد كبير من الجامعات الرسمية والخاصة على مسار هذا المشروع الريادي.

ومن الجدير بالذكر هنا، التنافسية العالية للقطارات بالمقارنة مع وسائط النقل الخاصة والعامة الأخرى من ناحية تقليل الازدحامات المرورية والكلفة الأقل للنقل وعامل الأمان الاكبر بسبب عدم تداخلها مع المركبات الأخرى والذي ينعكس ايجابا على تقليل عدد الحوادث المرورية وكذلك تقليل زمن الرحلة وأيضا مواعيد الانطلاق والوصول الثابتة لمتلقي الخدمة.

لابد هنا من التأكيد على المنجزات التي قطعها هذا البلد رغم التحديات السكانية والاقتصادية والطبوغرافية والازمات السياسية وتعظيم هذه المنجزات بعد دخول هذا البلد مئويته الثانية بثقة وثبات وعزيمة.

وكذلك تجدر الاشارة هنا الى ضرورة التفكير بطرق جديدة والتفكير خارج الصندوق لتمويل مثل هذه المشاريع الكبرى بالتشاركية مع القطاع الخاص أو حتى الشركات الأجنبية للخروج الى حيز التنفيذ من خلال أنظمة جديدة وعدم الاعتماد على القروض أوموازنة الدولة مثل نظام البناء والتشغيل والنقل BOT.