ينبغي أن يكون الدرس الأكبر الذي يستقى من ثورات العالم العربي هو عدم السماح للحاكم بالتفرد بالسلطة المطلقة.

رؤساء الجمهوريات ، الذين وجدوا طريقهم إلى الحكم فكان حكمهم شموليا مطلقا واستطاعوا البقاء على رأس السلطة بفضل القبضة الحديدية ثم أعدوا أبنائهم لتولي مناصبهم أو حتى أشركوهم بالحكم مبكرا واستمتعوا بعدم المساءلة لافعالهم وانتهاكاتهم، يجب ألا يبقى لهم أثر في عالم اليوم.وقد تم بالفعل خلع اثنين منهم، وآخرين في طريقهم لذلك.

بدأنا نتعرف على حجم الثروة المكتنزة والاستغلال الذي مارسه قادة تونس ومصر وليبيا والذي تجاوز ابعد حدود الخيال. يتساءل المرء، إن كان الرقم الضخم المعلن عن ثروة حسني مبارك صحيحا، فلماذا يحتاج رجل بعمر 82 عاما إلى جمع كل هذا المبلغ من المال؟ وكذلك الحال مع زين العابدين بن علي و معمر القذافي، ورؤساء آخرين مثلهم.

والأمر نفسه ينطبق على المقربين منهم، من أقرباء ورموز في النظام والمساعدين، فالتهم متشابهة في تونس و مصر: إجبار رجال اعمال على اشراكهم في صفقات وشركات، إساءة استخدام الأموال العامة، وتحقيق مكاسب غير مشروعة وسرقة ممتلكات...
فهناك اليوم تعطش مفهوم للرد من قبل كل الناس اللذين تعرضوا للظلم من قبل تلك الأنظمة التي تمكنت من استغلال السلطة والسرقة لعقود.

من الواضح ان أحداً منهم لم يخطر بباله أنه سيواجه يوما محكمة أوسجناً. لم يعتقد احد منهم ان عصره سينتهي، أو أن شعبه سيزيل كل أثر له بما في ذلك تسميات الشوارع والمؤسسات العامة.من الواضح ان السلطة أعمتهم، واعتقدوا انهم خالدون.

كانوا يؤمنون بأن قبضة الحديد هي أسلوب الحكم الرشيد، وأنهم أحرار باستغلال ثروات بلادهم لبناء ثروتهم الشخصية في حين تزداد شعوبهم فقرا، وأنهم قادرون على التخلص من كل أولئك الذين يعارضوهم أو يشككوا في اعمالهم، ومنحوا انفسهم الحق المطلق للتصرف على أهوائهم.

لكننا نعلم اليوم أن هذا ليس هو الحال.

دعونا نأمل ألا يقع حكام المستقبل في ذات الفخ، وأن يتذكروا دائما ان "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة".

‏www.Randahabib.blogspot.com