الأطفال من أكثر الفئات ضعفًا في النزاعات المسلحة. فالحرب لا تقتصر آثارها على الدمار المادي فحسب، بل تشمل الأضرار النفسية والاجتماعية التي يواجهها الأطفال في مناطق الحرب، وهذا يجعل الامر صعبًا ومؤثرًا.
وبالتالي لابد من الدعوة لتفعيل حقوق الأطفال، في مثل هذه الظروف، وحماية الطفولة من الانتهاكات الجسيمة، وتوفير بيئة آمنة لهم في مناطق الحرب والنزاع.
لقد واجه الأطفال بغزة الفقد والتهجير والحرمان بسبب سوء الظروف،وباتوا يفتقرون إلى التعليم والرعاية الصحية، يسكنهم الخوف. والقلق هو رفيقهم الدائم.
لقد باتت كلمتة حقوق الإنسان فارغة من محتواها في زمن الحرب، فالانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في فلسطين، تتطلب دق أجهزة الإنذار، ومناشدة المنظمات الدولية الإنسانية، ومناقشة الخيارات المتاحة التي تم تنفيذها في سبيل تحسين وضع الأطفال المتأثرة بالحرب في غزة.
لم نعد قادرين على رؤية أطفال في غزة يعانون ويلات الحرب، دون أي اعتبارات إنسانية، ودون البحث عن البيانات والإحصائيات الحقيقية للأطفال المتضررين من جرّاءِ الحرب.
الحرب لم تدمر البنية التحتية فقط، بل دمرت وجدان الطفولة، وإحساس الامان بداخل كل طفل منهم لسنوات طويلة قادمه .
إن الانتهاكات الصارخة بحق آلأطفال،لها آثار شديد الْخَطَر، وعلى منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية أن تعمل جاهدة لإنهاء معاناة الأطفال في غزة، وتقديم المساعدات الطبية بما في ذلك العلاج النفسي والمعنوي لكل من شهد كل ذلك الدمار.
الأمر، يتطلب زيادة الوعي حول معاناة الأطفال في الحروب، والدعوة لتفعيل حقوقهم وحمايتهم من الانتهاكات، والعمل الجماعي لضمان سلامتهم وتوفير بيئة آمنة.
ما ينقص الأطفال اكثر بكثير من مجرد وجبات الطعام والشراب.
إن رفع مستوى الوعي بمعاناة الأطفال في الحروب والدعوة إلى تفعيل حقوقهم يتطلب نهجًا متعدد الأوجه يجمع بين التعليم والإرشاد النفسي.
هو عمل جماعي إنساني متكامل، يتطلب الكفاءة، والقدرة والكثير من الجهد والأدوات اللازمة لتحقيق هدف واحد هو حماية الطفولة.
ومن المقترحات التي يمكن القيام بها، العمل على صناعة محتوى مؤثرً ، بحيث يوضح معاناك الأطفال في غزة، على أن يتم تفعيل كل ادوات البحث التي تجعل المحتوى أكثر قابلية للاكتشاف، وان يكون ذلك المحتوى بمشاركة مجموعة من الناشطين والمشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم رسالة حماية الطفولة.
إن إنقاذ الطفولة والدعوة إلى تفعيل وتنفيذ القوانين والاتفاقيات الدولية الرامية إلى حماية الأطفال في فترات الحرب، امرا بالغ الأهمية، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، ومبادئ باريس.
اضافة إلى ضرورة الانضمام إلى الحملات العالمية ، والجهود المناصرة لحماية حقوق الأطفال مثل حملة "هم أطفال وليسوا جنودًا"، التي تدعو إلى إطلاق سراح الأطفال من القوات المسلحة، أو مبادرة "الأطفال في الصراعات المسلحة" التي تقودها الأمم المتحدة.
يجب تشجيع تنفيذ استراتيجيات طويلة المدى، تركز ليس فقط على الإغاثة ولكن أيضًا على منع استغلال الأطفال وإساءة معاملتهم، اضافة لمعالجة الأضرار النفسية والاجتماعية والمعنوية الناتجة عن المعاناة التي يواجهها الأطفال.
أن جوهر معالجة احتياجات الأطفال في الحرب ، تتعلق بتأمين مستقبلهم وضمان قدرتهم على العيش في بيئة خالية من العنف والخوف، إضافة لمعالجتهم نفسيا لتخطي ﻣﺎ مرور به من أهوال الحرب.