في خضم عالم مليء بالمتغيرات المتسارعة والتهديدات المتزايدة، تأتي قضية المخدرات لتفرض نفسها كواحدة من أخطر الكوارث التي تهدد شبابنا ومستقبلنا. نحن نعيش في زمن أصبح فيه تداول المعلومات المغلوطة عن المخدرات أشبه بالوباء، حيث تغزو منصات التواصل الاجتماعي أخبار مزيفة تزعم فوائد وهمية لبعض أنواع المخدرات أو تدعو لتقليد تجارب دولية خاطئة، كما يحدث في بعض البلدان الأوروبية والأمريكية التي سمحت بتعاطي بعض أنواع المخدرات.

التحذير الأول: لا تصدق الأكاذيب!

قد يروج البعض لمزاعم كاذبة عن فوائد “علاجية” أو “ترفيهية” لبعض المواد المخدرة، ولكن الحقيقة أن هذه الادعاءات ليست إلا أوهامًا مغلفة بوعود زائفة. هذه المخدرات لا تعالج الأمراض، ولا تجعل الحياة أسهل، بل هي البوابة إلى الجحيم. لا تنخدع بما تقرأه أو تسمعه على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تترك نفسك فريسة للإشاعات المضللة.

التحذير الثاني: التقليد الأعمى خطر قاتل

بعض الشباب ينظرون إلى التجارب الغربية في تشريع تعاطي المخدرات وكأنها خطوات “متقدمة” يجب أن نتبناها. لكن دعونا نكون واضحين: الأردن ليس هولندا، والمجتمع الأردني له خصوصياته الاجتماعية والثقافية والدينية. تقليد هذه التجارب دون وعي هو انتحار ثقافي وأخلاقي، سيدفع ثمنه شبابنا وعائلاتنا.

التحذير الثالث: الترويج على مواقع التواصل جريمة

لا يمكن التسامح مع من يتباهى أو يمزح بنشر صور أو منشورات تمجد المخدرات أو تروج لها بأي شكل من الأشكال. الأمر ليس مزاحًا ولا تسلية. ما تنشره اليوم يمكن أن يدمر حياة أحدهم غدًا. كل كلمة، كل صورة، وكل منشور قد يكون سببًا في انزلاق شخص إلى الهاوية، ويعاقب عليه القانون.

نصيحتي للشباب: توقف قبل فوات الأوان
• لا تتهور: تجربة المخدرات ليست “تجربة” عابرة. هي قرار يدمر حياتك وحياة من حولك.
• كن واعيًا: ثقف نفسك عن المخاطر الحقيقية بدلًا من الاعتماد على معلومات سطحية أو مغلوطة.
• احذر المغريات: المال، الترفيه، أو الشعور الزائف بالقوة لا يساوي شيئًا إذا كان الثمن هو فقدان كرامتك وصحتك ومستقبلك، فكل الحذر من مغريات الترويج.

• تحمل المسؤولية: كن قدوة لأصدقائك وأخوتك. كن مصدرًا للوعي لا وسيلة للتضليل.

الرسالة الأخيرة: لنحمي الأردن معًا

الأردن، هذا الوطن الذي نحبه جميعًا، بحاجة إلى شباب واعٍ ومسؤول. دعونا نقف صفًا واحدًا ضد كل من يحاول أن يروج لهذه السموم أو يزرع الشكوك في عقولنا. المخدرات ليست حرية شخصية، بل هي استعباد نفسي واجتماعي. لنكن نحن الجيل الذي يضع حدًا لهذا الوباء.

القرار بيدك، والخيار بين الحياة والموت. فأيهما ستختار؟

* رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات