المعلم أداة التغيير .. رؤية عالمية
د. عزت جرادات
19-01-2025 10:00 AM
تضمنت -النشرة الإعلامية- التي تصدرها رابطة خريجي كلية المعلمين -جامعة كولوبيا0 نيويورك، تضمنت تعريفا بمؤتمر تربوي حول -إعداد المعلم- فبعد أسبوع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية عقدت دائرة إعداد المعلم مؤتمراً متخصصا في تجسيد اهتمامات التربويين بدور المعلم في صُنع المستقبل، والرؤى المستقبلية لإعداد المعلم لتمكينه من أداء الدور الكبير المنتظر في الوصول إلى مجتمع المستقبل.
وتحت شعار- من الميدان إلى مجتمع العدالة الاجتماعية- عُقد ذلك المؤتمر بمشاركة واسعة من القادة التربويين بمختلف مجالات الاختصاص وروابط / مجالس الآباء والمعلمين في المدارس، ومعلمين وطلبة في مختلف مراحل التعليم العام.
وجاء المؤتمر استجابة لالتزام كلية المعلمين بالعمل على نشر العدالة الاجتماعية في المجتمعات وتوسيع قاعدة التعاون الدولي فيما بينها لتحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية في مختلف دول العالم، مؤكدة أن وكيل التنفيذ والتغيير هو المعلم. وهذا يتطلب تطوير برامج إعداده، وتمكينه من أداء دوره في الميدان التعليمي- أي المدرسة- برؤى تحمل الأمل المستقبلي، وتتضمن الالتزام بمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات؛ وبلورة الحلول لتلك التحديات، فالمعلم المؤهل لذلك الدور باستطاعته رسم عالم العدالة الاجتماعية الافتراضي انطلاقاً من الغرقة الصفية والبيئة المدرسية، فهو القادر على ترجمة جوهر المناهج التربوية ووضعها في التطبيق.
كان الحوار جاداً في عرض الخبرات والتجارب التعلمية التعلّمية، والتفاعل أكثر جدية ما بين (المنظرين) من القادة التربويين وبين التطبيقين (المعلمين) في محاور ذلك المؤتمر، حيث أبرز المعلمون تجاربهم التعليمية-التعلمية في المدراس. ومدى تفاعل طلبتهم مع تلك التجارب، من أجل توظيفها في حياتهم العملية، ومشاركتهم الفاعلة في بناء مجتمع المستقبل الافتراضي، مجتمع العدالة الاجتماعية.
لقد أظهر المشاركون في ذلك المؤتمر دور التربية في رسم خارطة الطريق نحو تلك المجتمعات، ودور المعلم أداة تنفيذية للتغير الإيجابي في المجتمع، وأن يكون المعلم بلْسم جراح المجتمع، وبهذه الرؤى المستقبلية تُبنى المجتمعات القائمة على العدالة الاجتماعية، جوهراً نظرياً وتطبيقاً عملياً.
وأخيراً، يمكن القول إن مجتمعاتنا العربية التي عقدت بوصلة الاتجاه الواحد في تطلعاتها نحو المستقبل بحاجة جادّة لتجعل التعليم والمعلم محوراً أساسياً لإعادة البناء نحو مجتمع عربي افتراضي بمقوماته الفكرية وقِيمة المثلى، وتطلعاته التي تتبع من حاجاته وأحانينه ليعيش العدالة الاجتماعية، روحاً وتطبيقاً.
"الدستور"