facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلسطين محتاجة لروسيا والصين أيضا


د.حسام العتوم
27-01-2025 12:34 PM

لقد راهن العرب كثيرا و طويلا على عدالة الولايات المتحدة الأمريكية لأنصاف قضيتهم الأولى – الفلسطينية العادلة - ، ومنحوها مفتاح القضية الوحيد المرشد تجاه بناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس ، التي قسمها القانون الدولي إلى شرقية و غربية ، بينما بقيت واحدة في الضمير الفلسطيني و العربي و بكامل عمقه الأيدولوجي الإسلامي و المسيحي ، وعبر الأنفتاح على الأديان السماوية كافة . ومنذ الزمن الغابر العميق و أمريكا التي يصورها العرب بأنها الأغنى ، و الأقوى في العالم تنحاز للرواية الإسرائيلية ، الاحتلالية ، الاستيطانية ، العدوانية ، التوسعية ، النازية . وبعد عهد جو بايدن المتعب و المرهق للعالم بسبب افتعاله للأزمات و الحروب العالمية ، جاء عهد دونالد ترمب – الملياردير انطلاقا من العام 2025 ، باني ناطحات السحاب ، و غاوي ملكات الجمال و البزنس ، و بدلا من أن يكحلها عماها ، فنجده يسمح لإسرائيل بكامل كيانها الاحتلالي المصنع من قبل الامتداد اليهودي التوراتي ومنه المزورومنذ مؤتمر هرتزل في بازل 1897 المقترح وقتها أن يكون في الأرجنتين أو أوغندا ، و خاصة بعد هروب اليهود من بقايا محرقة أودلف هتلر نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 ، و بالتعاون مع الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين الذي اقترح لاحقا أيضا ،ووقتها توجيههم لبناء دولتهم – إسرائيل - في إقليم القرم على ضفاف البحر الأسود ، أو إلى سخالين على حدود اليابان في الزمن السوفيتي عام 1950 .

ليست أمريكا وحدها هي العظمى في العالم ، و ليس صحيحا بأنها لوحدها تسيطر على المركز الأول عالميا رغم امتلاكها الكبير للسلاح النووي ، و لعسكرة الفضاء ، و للاقتصاد المرتكز على اقتصادات دول العالم ،و المتغول عليها ، وبسبب قيادتها لاحادية القطب السلبي .

ولقد أصابها الغرور حاليا في عهد ترامب الذي بدأ يعزل بلاده أمريكا عن حلف ( الناتو) و عن الدول الصديقة لبلاده وسط الشرق الأوسط من خلال وقف الدعم المالي بطريقة هيستيرية فسرها بضرورة انقاذ اقتصاد أمريكا المتهاوي وكل ماله علاقة بالضرائب عبر تجفيف مسارب الصرف المالي الخارجي . و أظهر ترامب من جديد انحيازه للاحتلال الإسرائيلي النازي ، بينما توقعنا من سيادته انصاف الشعب الفلسطيني البطل المناضل ، صاحب أكبر قضية في التاريخ المعاصر و لم تعالج بإنصاف منذ القرن الماضي وحتى الساعة ، وتوقعنا أيضا أن يعالج السابع من أكتوبر 2023 ، الذي عبر عن أصعب قضية احتلال وسط نفق مظلم ، وعن اليأس و الأحباط و التشرد ،و العيش في العراء ، وعن الضغط النفسي جراء الاحتلال و الاعتقال و التطاول على الاقصى المبارك ،وهدم بيوت الفلسطينيين و اللبنانيين أيضا ، بالتعهد بإعادة إعمار غزة وجنوب لبنان ،و بتوجيه إسرائيل لمغادرة الاراضي العربية المحتلة لعام 1967 ، فقدم الاقتصاد و الاستثمار الداخلي و الخارجي على السياسة وفي مقدمتها المحكنة البانية و ليست الهادمة .

لم يأت ترامب بالجديد عندما طالب الادارتين الأردنية و المصرية استقبال مهاجرين فلسطينيين جدد في وقت صمد فيه الجانبان الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني و المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بوجه التهجير القسري ،وبهدف المحافظة على وحدة فلسطين و شعبها فوقها أرضها التاريخية . وقضية من يحكم غزة بعد كارثتها المأساوية ، فهو أمر متروك لقرار الشعب الفلسطيني نفسه و ليس لأية مشاريع إسرائيلية أمريكية مشتركة . و الحل المنصف إلى الأمام يكمن كما أعتقد بدمج المقاومة الفلسطينية الباسلة مع السلطة الوطنية الفلسطينية و عبر مقاعد متساوية ،ومن خلال وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل . و لا ننسى التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني لمكوثه في صدارة النضال العربي مع الاحتلال . و بدلا من أن يعتذر ترامب للشعب الفلسطيني الذي واجه خسارة بشرية ضخمة تراوحت بين 46 الف شهيد و مائة الف شهيد مع منهم تحت الانقاذ جراء حرب الإبادة الإسرائيلية و التحجج بأكتوبر، و تعويضهم ماديا ، ذهب ومع إسرائيل ( نتنياهو و بن غفير و سيموتريش ) للترويج للتهجير الفلسطيني الطوعي ، و التاريخ شاهد عيان على أصالة الشعب الفلسطيني فوق أرضه منذ عهد الكنعانيين ،وحتى العصر الحجري قبل نصف مليون سنة .

لقد قدم ترامب الاقتصاد و الاستثمار و الانشغال بقضية الضرائب ، ومن قتل " كينيدي " ؟ بداية عهده على السياسة الواجب أن يستمع لها العالم و نتوخى منها أن تكون منصفة وعادلة ، لكن هيهات ؟! ،وفي المقابل نعرف جميعا بأن روسيا الاتحادية – قطب عسكري نووي عملاق يحتل في مجاله الرقم 1 عالميا ، و كذلك على مستوى المساحة ،و المصادر الطبيعية ،و يسانده الصين الشعبية صاحبة الرقم 1 في الاقتصاد العالمي و القوية نوويا عسكريا . و الرباعية الدولية الأصل أن تأخذ دورها الحقيقي و هي التي تمثل ( الولايات المتحدة و روسيا و الاتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة ) ، و لا يجوز أن يقبل المجمتع الدولي بتغول أمريكا على مفاصل و أركان و سياسات العالم . و سياسات الدول العظمى الأصل أن تأخذ بعين الاعتبار سياسات كل قضية تثار على وجه الأرض . و يستحال الاستماع من روسيا أو من الصين و الاتحاد الأوروبي ما نسمعه الان من تصريحات سياسية سلبية بشأن القضية الفلسطينية و قضايا العرب الأخرى الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي ، وقمة العرب في بيروت عام 2002 التي قادها الأمير / الملك عبد الله بن عبد العزيز ،وطالب فيها إسرائيل مغادرة الاراضي العربية المحتلة كافة مقابل سلام و تطبيع كامل معها ليست بعيدة ،ومن الممكن تفعيلها بعدما تأخذ إسرائيل إذن أمريكا و " الأيباك " . وتطالب روسيا بقوة عبر قصر " الكرملين " الرئاسي ، ووزارة الخارجية بضرورة تحقيق اقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس ، و تقصد الشرقية ، وهي ثابته في موقفها هذا المطالب بحل الدولتين و بوضوح إلى جانب الصين ، و ليس كما تفعل أمريكا تحت الطاولة ما يتناقض مع تحتها .

وروسيا بالمناسبة التي تقود عالم متعدد الأقطاب ، لم تنسجم مع السابع من أكتوبر لعام 2023 ، لكنها أدانت حرب الإبادة التي قادها اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يتقدمه حزب الليكود ( نتنياهو ) ، و حزب أوتزما يهوديت ( بن غفير ) ، والحزب الديني القومي -الصهيونية الدينية ( سيموتريش ) بحق الشعب الفلسطيني و شعب لبنان .و الرئيس ترامب الذي انتظره شرقنا ليختلف عن جو بايدن – الخرف ، فاجأ العالم بهبوطه إلى وسط الخندف الإسرائيلي ، و التوجه لمد يده للعرب للإستثمار معهم و بمبلغ يطالب أن يصل إلى تريليون دولار ، و لم يلتفت لقضية فلسطين ، ولا للبنان ،و لا للجرح العربي الغائر في الصدور جراء غياب عدالة أمريكا التي تدعي الحضارة ، و تمارس الشو ، و تواصل قفزها على القانون الدولي . و يقابل ذلك حرص روسيا و الصين على التمسك بالقانون الدولي أكثر بكثير من الغرب ،ومع هذا و ذاك يواجهان فوبيا غربية مبرمجة استخباريا . و قول جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لو لم تسرق نتيجة الرئيس الأمريكي ترامب في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2021 لما بدأت الحرب الأوكرانية حتى ، لكن ترامب لم يخطو تجاه إنهائها خطوة واحدة لغاية الان ،و ينشغل من جديد بتزويد إسرائيل بقنابل ثقيلة من نوع ( إم كيه – مارك ) مكافأة لها ربما على مجزرتها الدموية في غزة و جنوب لبنان ، و لتحقيق مشاريعها التوسعية الاحتلالية ذات الوقت . دعونا نراقب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :