facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شطحات ترامب على الطائرة الرئاسية


حسين بني هاني
28-01-2025 11:25 AM

أثار ترامب في حديثه عن تهجير الفلسطينيين من غزة ، زوبعة صحافية وخلق لنا وله ، عبر الطريق الصعب للبحث عن السلام، معضلة سياسية ، هو ونحن أحوج ما نكون بعيدين عنها . فكرته غير المسؤولة هذه، والتي تفترض خضوع وقبول أهل غزة جزافاً لها ، وكأنهم شذاذ آفاق لا وطن لهم، فيها الكثير من الاعتباط السياسي ، وتنسجم تماماً مع رغبته الجامحة للخيال اللامنطقي . ومع انها تستحق منا الحرص والاهتمام والأخذ بالاسباب، إلا انها لا تستدعي بنظري كل هذا الكم الواسع من القلق والتوتر والخوف، الذي اجتاح المنطقة، وكأننا دول لاحول لها ولا قوة .

وللتذكير، فقد جرَّبنا ترامب قبل خمس سنوات ، وخرج منها خاوي الوفاض، وهي وفق ما عُرف عنه من شطحات فكرية ، لا تختلف كثيرا عن تلك التي اراد فيها مع صديقه إيلون ماسك ، أن يُسكِن فيها البشر على المريخ ، وبدت غمزته في الطائرة الرئاسية، وكأنها فلتة لسان ، واقرب للنزوة منها إلى الحقيقة المصنّفة على أنها خطة رئاسية قابلة للتنفيذ، وأظن انها لا تستدعي أن نخرجها عن سياقها ، ونكسبها زخماً لغوياً وتعبويا مفرطا يؤجج مشاعر الناس، ونكسوها بالتالي لحماً سياسيا ، فهو وبصرف النظر عن موقعه الرسمي ، رجل لا ينفكّ عن التفكير في العقار والاستثمار ، في ضوء الوضع القائم في غزة بعد تدميرها .

يدرك ترامب أن ما يتحدث عنه، هو جريمة حرب ، ويجوز لنا بهذا الخصوص، بافتراض حسن النية، أن نفكّر في هذه المساحة الضيقة، بايجاد مبرر معنوي لها ، يَجبُرُ فيه ترامب خاطر نتنياهو المكسور ، بعد أن أرغمه على وقف الحرب في غزة .

عُرِف عن ترامب بأنه رجل يحب تصدّر عناوين الأخبار، ويفهم بالمال والعقار ، إلا أنه في السياسة ، لا يعرف ان العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ، خاصة بعد توقف الحرب في غزة ولبنان ، وهو ببداية عهده هذا ، وبهذا التصريح بالذات ، يذكّرني بقصة الثور الذي دخل مع صاحبه عنوةً على مخزن الخزف .لم يخدم ترامب بقوله ذاك لا مصالح حلفائه ولا حتى مصالح واشنطن ، ولا استعان حتى بصديق يسعفه النطق بعد أن لم يسعفه الحال .

قَصَد ترامب أم لم يقصد ، بقصة التهجير هذه ، فإن ما قاله هو تخريب واضح لسياسة أمريكا في المنطقة ، بل هو " امرٌ غير عملي " ، وفق المدافع الأشرس عن إسرائيل، السيناتور الأقرب لقلبه ليندسي غراهام . يعلم ترامب أن المصالح ليست طريقا بإتجاه واحد ، وان إطفاء الحرائق افضل من إشعالها ، ولكنه نسي في غمرة وصفه ان غزة مدمرة ، ولا تصلح للسكن ، بأن ذلك إقرارٌ صريح منه بصواب حجة الجنائية الدولية ، وان ما قامت به إسرائيل ، هو جريمة إبادة يستحق عليها نتنياهو العقوبة الدولية القصوى.

كلّ الساسة في الشرق الأوسط ، يعلمون علم اليقين أنّ عين ترامب ، على الأشقاء في السعودية والإمارات ، ولكنه لا يعلم ، أن قوله ذاك لن يلقى قبولاً طائعاً، ولا آذاناً صاغية عندهما ، حين يتعلق الأمر بمسألة التجاوز عن الحق الفلسطيني على الأرض وتشريد أهلها ،خاصة وأنهما(السعودية والإمارات) ومعهما الأردن ، من بين الدول العربية، التي أدركت مبكراً ، أن السابع من اكتوبر ، ما كان ليحدث، لولا روح الكهانة والتطرف ، الآخذة بالتمدد داخل الحكومة والمجتمع الاسرائيلي ، وهي ذات الروح التي عززت رغبة حماس للجنوح لذات الوجهة في غزة ، مشفوعاً بحقها بالمقاومة أيضاً .

في الختام ، إذا أراد ترامب أن يبتعد عن النزوات ، ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه في الشرق الأوسط ، فعليه أن يكفّ لسانه عن مثل هذه التخرصات، ويصغي لصوت صديقه ولي العهد السعودي بهذا الخصوص ، والذي أكّده اليوم الأمير السعودي، سفير مملكته في لندن، بأن السعودية لن تطبّع مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية ، والحل كما قال: "هو إقامة دولة فلسطينية "، وهو القول الذي من شأنه ان تقطع فيه السعودية قول كل خطيب





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :