facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العراق والعلاقة مع روسيا


د.حسام العتوم
04-02-2025 02:00 PM

العراق عمق استراتيجي هام للعرب ، و بلد نفطي متميز ، و يمتلك الاحتياطي الخامس في مجاله على مستوى العالم ، ومن بلدان - الشرق القريب - بالنسبة لروسيا الاتحادية ، القطب العملاق مساحة و اقتصادا و قدرة نووية عسكرية و سلمية . و جذور علاقته مع المعسكر السوفيتي الشرقي ، تعود للقرن الثامن عشر لزمن الإمبراطورية القيصيرية ، و لحقبة الاتحاد السوفيتي و تحديدا لعام 1944 مع نهايات الحرب العالمية الثانية ،و انقطعت عام 1955 في عهد رئيس الوزراء نوري السعيد بسبب انتقاد موسكو حلف بغداد ، ثم استؤنفت عام 1958 في عهد عبد الكريم قاسم . و بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، و انطلاقة العملية العسكرية الروسية الخاصة الدفاعية التحريرية عام 2022 ، مثلت روسيا توجها لعالم متعدد الاقطاب شمل شرق و جنوب العالم وابقى الباب مواربا تجاه الغرب ، و استمرت العلاقة بينهما حتى عام 1991 ، وهو عام انهيار الاتحاد السوفيتي ، و مرت العلاقة العراقية السوفيتية بمرحلة مزدهرة ابان الحرب العراقية – الايرانية ( 1980 – 1988 ) بسبب اسناد الاتحاد للعراق في وقت ساندت فيه الولايات المتحدة الأمريكية ايران وسط سعير الحرب الباردة و سباق التسلح ،و بنتيجة وصلت إلى صفر / صفر ، وخسارة بشرية من الطرفين قدرت بثمانية ملايين إنسان ، و اتيحت الفرصة لي شخصيا وقتها للعمل مراسلا صحفيا لجريدة الدستور الأردنية في العراق نهاية الحرب العراقية – الإيرانية ، ثم اصطدم الاتحاد السوفيتي مع العراق لاحقا حول مطب الإجتياح العراقي غير المشروع للكويت عام 1990 . و قدم الاتحاد النصائح للعراق وقتها للبقاء في مكانه داخل حدوده ، وقبل عام 2003 جددت روسيا الاتحادية النصائح للعراق ،و للرئيس صدام حسين بواسطة مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين – يفغيني بريماكوف - لترك السلطة و الذهاب لقيادة حزب البعث، أو مغادرة العراق تجاه روسيا بسبب عزم حلف ( الناتو ) التحرك تجاهه حينها ،وعادت و أدانت اعدام الرئيس الشهيد صدام حسين بغير وجه حق ،و بطريقة مسيسة ، وهو المنتخب من قبل شعبه .
وما يحكم العلاقة بين الدول دائما هي المصالح المشتركة ، فكان العراق دوما مهما بالنسبة للاتحاد السوفيتي خاصة في حقبة الحرب العالمية الثانية و الحاجة لتمرير السلاحين الأمريكي و البريطاني تجاهه لمواجهة زحف أودلف هتلر و النازية الألمانية و حلفهم ، و لتحقيق نصر أكيد ، حققه الاتحاد السوفيتي فعلا برفعه لعلمه فوق الرايخ – البرلمان الألماني عام 1945 بعد فاتورة من الشهداء بلغت أكثر من 28 مليون شهيدا . وعبر الاتحاد السوفيتي إلى العراق عبر تسليحه و المشاركة في بناء بنيته التحتية لضمانة قربه منه ، و العراق اقترب من الاتحاد السوفيتي في زمن الحاجة لترجيح ميزان العالم المنقسم وقتها إلى شرق و غرب ، لكنه لم يتمكن فعل ذلك إبان العهد الملكي قبل ذلك بسبب التحالف مع بريطانيا و أمريكا ، وهو الخط المعتمد لكافة الأنظمة الملكية حتى يومنا هذا ، و لا ضير في ذلك ما دامت الأبواب الملكية منفتحة على أقطاب العالم كافة ، ولها التقدير ، وكل الاحترام .

في اجتياح " الناتو " للعراق بالتعاون مع إيران عام 2003 الذي أدى لسقوط بغداد و نهوضها ثانية بيد نظام جديد الغى كل ما له علاقة بحزب البعث و الأيدولوجيا القومية ، وحافظ على علاقات قومية دافئة مع الجامعة العربية و الدول العربية ذات الوقت ، و تكررت الصورة الان في سوريا بعد سقوط نظام الاسد بتاريخ 8 ديسيمبر 2024 ، وقدوم نظام النصرة و تحرير الشام بقيادة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ، و لحين إظهار دستور سوري جديد ، و انتخابات رئاسية سورية جديدة في الشهور القليلة القادمة ، و التي من شأنها تثبيت حكم الشرع ، قائد الثورة سابقا ، و الحكم السوري المدني حاليا ذات الوقت . ولم يعد هناك في سوريا مكان للبعث أيضا ، لكن العلاقات السورية مع الدول العربية تعززت وفي مقدمتها مع الأردن ، و قطر ، و السعودية ، و تركيا . وهكذا ستكون مع الجامعة العربية ،و مع دول العالم و كبرياتها أيضا و بتوازن ، و انتهى شعار " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " السرابي إلى الأبد ،و اختفت مجسمات و تماثيل زعماء البعث أيضا ، و هو تحول تاريخي متوقع.

يسجل لرئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين شطبه لديون العراق عام 2003 عبر نادي باريس ، و مباشرة من خلال موسكو( من 12،9 مليار دولار إلى 93 % من المبلغ ) ، و حافظت روسيا على علاقات استراتيجية مع العراق الجديد – عراق ما بعد صدام حسين . و لم تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في عزل روسيا عن العراق بعد عهد صدام حسين و قدوم النظام العراقي الجديد . و الدول العظمى لا تتوقف عند انهيار نظام ،و تتماشى مع الأنظمة القادمة الجديدة ، و المصالح الدولية استراتيجية مستمرة ،و تحقق الفائدة لكافة الاطراف المتعاونة و المتحالفة ، و أي علاقة لأي دولة مع الغرب لا تلغي العلاقة مع الشرق . وزيارة لوزير خارجية روسيا سيرجي لافروف حديثا برفقة وفد كبير لبغداد لمعالجة عدة ملفات عالقة ، و لقاء بين رئيس جمهورية العراق برهم صالح مع مبعوث الرئيس الروسي بوتين – الكسندر لافرينتيف لبحث العلاقات الثنائية و تنشيطها .

روسيا ولكي يعرف العرب ، دولة ناهضة ، و قطب عملاق مناهض لاحادية القطب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ،و تغوله على أركان العالم ، و هي منفتحة على الغرب الأمريكي ذات الوقت لإشراكها في حل أزمات العالم وفي مقدمتها ماله علاقة بملف الحرب الأوكرانية، و القضية الفلسطينية العادلة ، وهي باحثة عن السلام و العدالة في الشأن الدولي من منظور القانون الدولي . و تأخذ بعين الاعتبار الدول الهامة في العالم مثل العراق لموقعها الجيو سياسي ، و لمخزونها البترولي الهائل – الخامس على مستوى احتياطي العالم ، و لأهمية العلاقات الروسية مع العرب . ولاتمانع روسيا بالمناسبة وحدة العرب لو تحققت و لبت نداء ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه – زعيم ثورة العرب الهاشمية – و رافعة راية الوحدة العربية من منظور قومي . و الزمن العربي القادم لا يرحم من دون تحثيق وحدة عربية قادرة على الرد على تحديات المشاريع الإسرائيلية و الأمريكية المشتركة التي تتقدمها الان مشاريع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة لتهجير المواطنين الفلسطينيين و ليس اليهود الرحل ،مقابل تذكير العرب بكرم أمريكا عليهم في الوقت الذي فيه العرب قادرون على أن يكونوا كرماء على أنفسهم بما يملكون من مصادر طبيعية غنية و عالمية القياس و الرقم . و ترامب مثل نتياهو، ومعهم الرواية الإسرائيلية ، لا يقرأون التاريخ الكنعاني و عمقه الحضاري لصالح قضية فلسطين العادلة ، و لا حتى السياسة الحكيمة التي تقر بأن الأردن للأردنيين منذ اتفاقية أم قيس عام 1920 التي نصت على إنشاء دولة عربية ، أي الأردن ، مع خصوصية العلاقة مع فلسطين ، و بأن فلسطين للفلسطينيين ، و مع الهويتين الوطنيتين يلتقي الهم الأردني و الفلسطيني الواحد شرقي النهر وغربيه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :