facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين


د. محمد العزة
09-02-2025 09:36 AM

الشارع الأردني عبر عن نفسه و حسم موقفه الوطني الصادق الحقيقي المؤيد و الملتف حول قيادته الهاشمية ، المدافع عن وطنه الاردني و لقضيته المركزية القضية الفلسطينية، ذلك الموقف النابع من جذور هويته و من أصالة نشأته و سجل تاريخه المشرف الحافل بالمواقف السياسية و العسكرية البطولية الدالة على طيب أخلاقه و رفيع مكارمه ، وشجاعة عشائره ، و واسع فكره الاردني العروبي ، و تنوع ثقافة مجتمعه الاجتماعية التراثية ،و وعيه للأحداث السياسية ، وقدرته على استيعابها و التعامل معها ، هو ذاته الشعب الذي قال عنه الحسين بن طلال رحمه الله واكرم مثواه: " إني أحب هذا الشعب فلولاه لما كنت شيئا مذكورا " الذي جعل انسانه و مواطنه اغلى ما يملك ، ليرد هذا الشعب اليوم وفاءا للحسين و تأكيدا و إكراما لمواقف و مقولة ابا الحسين الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه في يوم البيعة و الوفاء بأن الاردن سيظل وسيكون اولا و الاقوى مستقبلا .

جاء هذا التعبير عبر نزول الجماهير الغفيرة من أبناء الاردن العظيم النشامى من شتى المشارب الفكرية والسياسة والاجتماعية إلى شوارع المحافظات لتطوف الميادين و الساحات لم تمنعهم الظروف الجوية الباردة الماطرة عن تلبية نداء وطنهم ، وتأدية واجبهم في إقامة الوقفات رفضا لاي تصريح همسا أو جهرا يمس بأمن الاردن و استقراره ، صادرا عن اين من كان أو يكون ، محاكيا موقف الامس و في نفس التاريخ و التوقيت و ظروف الطقس الصعبة في عام 99 حيث لم يمنعهم عن وداع الحسين بن طلال رحمه الله يوم وفاته ، لينهضوا في اليوم التالي لبيعة ملكهم الجديد و ليكملوا مسيرة وطنهم بكل إصرار بما عاهدوا عليه وما بدولوا تبديلا .

هو الاردن و جماهير شعبه الأبي من وسط الميادين رفعوا عناوين كثيرة و عدة أبرزها ( الاردن هو الاردن و فلسطين هي فلسطين ) ( الاردن للأردنيين و فلسطين للفلسطينيين) و هي شعارات تستحق أن تصبح بنودا لتشريعات و قوانين داخل دستورنا لكن بعد فهمها و معرفة معناها و أبعادها و رسائلها السياسية للداخل الاردني و خارجه .

الرسالة الخارجية :
جوهرها و فحواها من الشعار هو أن الاردن لما تقتضيه الأحداث و المستجدات و تداعياتها و طبيعة موقعه الجيوسياسي و تاريخه الديبلوماسي و الوطني تجاه القضية الفلسطينية ، اتخذ موقف الانفصال الكياني الجغرافي حفاظا و درءا و تصديا لمشروع التهجير القسري للشعب الفلسطيني الذي هو اصلا مخالف لمبادئ القوانين و المعاهدات الدولية و انتهاكا لحقوق توأمه الفلسطيني الشرعية و حقه في إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني التاريخي ، و لم يرفع الاردن هذا الشعار انفكاكا أو تخليا عن دوره السياسي و التاريخي و الديني و الوطني تجاه القضية الفلسطينية ، كيف لا و هو الأقرب في الجغرافيا و الديمغرافيا و الاكثر شراكة في الدم و التضحية و المصير و تأثرا بعواملها ، لهذا فأن اي مقترح لا يخدم مصلحة الاردن و فلسطين هو من المحرمات .

الرسالة الداخلية :
هي للحكومات و اصحاب القرار في مواقع المسؤولية في الدولة الاردنية و لجماهير شعبنا الذين طافوا و انتفضوا بالهتافات من وسط الساحات حاملين شعارات التحدي و التصدي الوطنية السياسية ، حيث لم يدعوا مجالا للشك في صدق النية للتعامل إزاء الحالة السياسة الراهنة التي تستهدف الاردن و امنه ، و أخذوها على محمل أعلى مستويات الجدية ، بل الاستعداد للتضحية و إبداء أعلى درجات الاستعداد و الجهوزية ، بعيدا عن ارهاصات أو ادعاءات المجاملات أو مظاهر النفاق التي تتقنه بعض الفئات من أصحاب المنافع و المكاسب مقاولين الاحتفالات و المناسبات الوطنية ، لأن الحدث فيه تهديد واضح للأمن الوطني القومي الاردني ، الذي يرتقي إلى التهديد الوجودي للأردن اذا ما تمت تصفية القضية الفلسطينية على حسابه وهذا لا يحتمل المواقف الرمادية ولا السوداوية ، بل هي الموافق الحمراء و الأعين الحمراء ( العين الحمرة) لكل من يتجاوز الخطوط الحمراء و تسول له نفسه من القوى السياسية أو المجاميع الفئوية الشعبية الداخلية أو من يتبعوا السفارات الخارجية بالعبث أو المساس بالسيادة الأردنية أو التقليل و الحط من مفاهيم و قيم الهوية الأردنية الواحدة و الوحدة الوطنية أو محاولة زعزعزة الجبهة الداخلية و الاندفاع خلف دعوات مشبوهة تنظيمية أو أقليمة خارجية أو داخلية ، بل الجهل و ضعف الإدراك و الوعي من وراء اي شعار سياسي هو خيانة و خطيئة لا تغتفر لأن فيها إتاحة لبعض المغرضين تجار الاوطان و الأديان و قيادات تيار العميان و منتفعي المناصب بأن يدسوا السم بالدسم ولن نتيح لهم تلك الفرصة .

الحكومات الأردنية عليها واجب ابتكار الحلول و الاستدارة للملفات الداخلية وفق مسارات التحديث الثلاث و إبداء الديناميكية و الميدانية في العمل و الانطلاق من الميدان و إعادة الثقة بهم و إثبات أنهم رجال الدولة الأردنية المعجزة دولة القانون و العدالة و السيادة و رجال الوطن الاردني الذي يستحق الثقة ، اردن الكرامة الذي دافع عنه الاجداد و الآباء و الأبناء قيادة وشعبا, الذي يستحق من جميع فئاته و طبقاته دون تمييز خالص الولاء والانتماء و الوفاء .

الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين و ذلك الاحتلال إلى زوال لو بعد حين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :