facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترامب قلب طاولة الحرب الأوكرانية


د.حسام العتوم
13-02-2025 11:09 AM

الرسم البياني لتصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بشأن الحرب الأوكرانية تصاعد حتى قبل وصوله لسد الحكم في البيت الأبيض بواشنطن للمرة الثانية بتاريخ 20 / يناير / 2025 ، و أصبح أكثر وضوحا الان ، و ترامب كرئيس لأمريكا اختلف 24 درجة عن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ، فبينما كان بايدن يدفع بمال أمريكا و خزائنها و خزائن دول " الناتو " تجاه الحرب و بمبلغ تجاوز 300 مليار دولار ، جاء ترامب لاستعادة المبالغ الأمريكية المهدورة عليها بصفته رجل أعمال و اقتصاد أولا و سياسي ثانيا . و طالب حلف " الناتو " حتى بتعويض أمريكا 200 مليار دولار التي دفعتها إلى جانب " الناتو" قائلا بأن أمريكا هي التي تحمي الناتو و ليس العكس ، و أقر ترامب بأن من الأسباب الهامة للحرب محاولة تقريب "الناتو" تجاه حدود أوكرانيا ، أو جنوب روسيا ، و هو الذي ترفضه روسيا الاتحادية نفسها لأسباب استراتيجية عسكرية بعيدة المدى .

ومن الخطأ إعلاميا القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر دولة في العالم ، أو بأن الرئيس الأمريكي ، أي رئيس لأمريكا ، هو أكبر رئيس في العالم ، بوجود روسيا الاتحادية الأكبر مساحة في العالم ( أكثر من 18 مليون كم2 ) ، و الأقوى نوويا عسكريا و تحتل في مجاله الرقم 1 ، و المتميزة في سلاحي الجيش و البحرية و عسكرة الفضاء ، و الأولى على اقتصاد أسيا ، و المتفوقة اقتصاديا على اليابان ، و تقود توجه تعددية الأقطاب الذي يشمل شرق و جنوب العالم ، و علاقات مفتوحة مع الغرب ، و أخرى جيوبولوتيكية مع تجمعات ( الدول المستقلة ، و بريكس ، و شنغاهاي ، و روسكي – مير ) . و الصين الشعبية في المقابل تتربع على الرقم 1 اقتصاديا ،و قدراتها العسكرية ضخمة ، و تمتلك قدرات نووية عسكرية كبيرة ، و تكنولوجية أيضا. و لقد أقر ترامب مبكرا بأن روسيا تستطيع المحافظة على معظم الاراضي التي حررتها داخل أوكرانيا في الجانب الشرقي . و يطالب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي – رئيس دولة " كييف " و الجانب الغربي من أوكرانيا بتسليم أمريكا معادن نادرة ثمينة تصلح للصناعات التكنولوجية الأمريكية و يقدر ثمنها ب 500 مليار دولار تعويضا عن المبالغ الباهضة التي دفعتها أمريكا و دول الناتو أيضا ، و هو الأمر الذي وافق عليه زيلينسكي مقابل عدم تكرار روسيا هجومها من جديد على الاراضي الأوكرانية الأخرى ، و يطمح لمبادلة أراضي تسيطر عليها " كييف " في أطراف منطقة – كورسك - في الجنوب الروسي حيث يعيش كبار السن ، و تتوزع القرى الروسية النائية هناك ، و الخالية من العسكر ووسط أراضي سيطرت روسيا على معظمها بعد اندلاع عمليتها العسكرية الخاصة التحريرية الدفاعية 1922 و المستمرة حتى الساعة ، وهو الذي لن تقبل به روسيا بسبب أن أراضي كورسك روسية و كذلك الأراضي الأوكرانية السابقة التي حررتها روسيا عبر خمسة أقاليم مثل ( القرم ، و لوغانسك ، و دنيتسك ، " الدونباس " ، و زاباروجا ، و خيرسون ) . ومن بدأ الحرب ، و سجله التاريخ المعاصر ، هي العاصمة " كييف " و رئيسها زيلينسكي ، و بالتعاون لوجستيا مع بريطانيا – باريس جونسون ، و أمريكا – جو بايدن ، و هانتر بايدن عبر الثورات البرتقالية وانقلاب " كييف " عام 2014.
يعتقد زيلينسكي بأنه يستطيع أن يخرج من الحرب الأوكرانية منتصرا في زمن رفض فيه السلام مع روسيا عدة مرات ، عبر الحوار المباشر ، و عبر اتفاقية " مينسك " ، و من خلال حوار تركيا ، و قبلها ماطل الرئيس الأوكراني السابق- بيترو باراشينكا - بتنفيذ اتفاقية " مينسك " التي اشتركت فيها أوكرانيا ، و روسيا ، و بيلاروسيا ، و فرنسا ، و المانيا ، و بعد أن شجعه الغرب الأمريكي للمضي قدما تجاه حرب خاسرة مع دولة عظمى مثل روسيا لتحقيق أهداف ذات علاقة بديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح . و لقد نبه ترامب زيلينسكي لمثل هكذا حرب سرابية مع دولة عظمى في الاونة الأخيرة .

لقد نسي زيلينسكي الواجب أن يكون قارئا للتاريخ المعاصر بأن الدولة المعتدية تخسر الحرب و لا ترد لها خسارتها ، ومثلي هنا اعتداء اليابان على الاتحاد السوفيتي نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، و خسرانها جزر الكوريل الأربعة ( كوناشير ،إيتوروب ، هامبوماي ، شيكوتان ) إلى الأبد . واشترط الاتحاد السوفيتي بقيادة روسيا الاتحادية على الدول المستقلة عام 1991 الحياد وعدم الذهاب لعقد تحالفات معادية و مع حلف " الناتو" خاصة ، و أعلن عن اتفاقية تحدثت عن هذا الشأن ، و استخدمت روسيا مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم ( 751 ) التي أجازت للدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، وفي توجهها هذا تعبير عن تمسكها بالقانون الدولي ، و هي الأكثر تمسكا به كما نعرف .

تتوجه أمريكا – ترامب و عبر فريق مساعد للرئيس بقيادة ممثله الخاص – كيث كيلوغ - تجاه ميونيخ في المانيا بين 14 و 16 نوفمبر الجاري لبحث ملف الحرب الأوكرانية الواجب أن تنتهي ، وافراج روسيا عن السجين الأمريكي – مارك فوغل - تاريخ 11 نوفمبر الذي استقبله في مطار واشنطن الرئيس ترامب ، عبر عن رغبة موسكو في علاقة دافئة مع القيادة الأمريكية ، و بهدف الوصول لحل جذري للحرب الأوكرانية . وهي الخطوة الناجحة التي وصفها ترامب بأن بإمكانها فتح الطريق أمام حلحلة الأزمة الأوكرانية ووقف إراقة دماء الأبرياء .

للتأكيد هنا من جديد ، روسيا لم تبدأ الحرب الأوكرانية ،وهي قادرة على ايقافها ووضع حد لها خلال أيام معدودة ، ولقد قالها رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين من سيارته الرئاسية في موسكو ، بأن حلف " الناتو " لو ضجر من الحرب لأنتهت بسرعة ، ومن البداية كان معروفا للرأي العام العالمي بأن الميزان العسكري بالنسبة للجانب الأوكراني الغربي مفقود بقوة مقابل جبروت قوة النار الروسية العسكرية و اعتقد حلف " الناتو " بداية و لفترة امتدت لثلاث سنوات بأن تدخله في الحرب الأوكرانية سيقلب موازين القوى لصالح " كييف " و لمصلحته وسط الحرب الباردة و سباق التسلح ، لكنه و " كييف " فشلا فشلا ذريعا و ثبت للمجتمع الدولي قصر نظرهم . و روسيا هي الجانب المنتصر الأكيد في الحرب الأوكرانية ، ولم تخسر حربا في عمق التاريخ المعاصر منذ حملة نابليون بونابارت 1798، و حرب أودلف هتلر 1941 ، وهي من تفرض شروط السلام و " كييف " الخاسرة بوضوح لا يحق لها ذلك ، و انقسام حاد بين " الناتو" و أمريكا ظهر مؤخرا بقدوم الرئيس ترامب عندما طالب بإستراداد حقوق بلاده المالية .

ومكالمة مفاجئة أجراها الرئيس ترامب مع الرئيس بوتين أمس الأربعاء 12 نوفمبر 2025 لترتيب أوراق العلاقات الروسية – الأمريكية بعد بعثرتها في عهد الرئيس السابق بايدن ، و لوضع حد نهائي للحرب الأوكرانية و إغلاق ملفها نهائيا ، و هو المطلوب ، و الذي انتظره العالم طويلا في الأعوام 2014 / 2022 / 2025 ،و أجابت شخصيا على تساؤلي عبر عنوان كتابي " الحرب الروسية – الأوكرانية ومع " الناتو " بالوكالة التي يراد لها أن لا تنتهي ، وهاهي على مشارف أن تنتهي فعلا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :