برائحة القهوة والمعسل وعلى أصوات السُّعال –بس مش الديكي- يوّقع الشايب الساخر يوسف غيشان في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء / مقهى ركوة عرب الثقافي -اللويبدة..النسخة الاليكترونية من كتابه الأخير هكذا تكلّم هردبشت..وبهذا الاصدار الجديد يكون يوسف غيشان أول من يحوّل مقالاته الساخرة إلى ( سي دي) ، كما كان أول من يصدر أعماله (الكاملة / الهاملة) قبل أن تكتمل وهو على قيد الكتابة والعطاء والمناكفة اليومية..

القارئ لم يعد يقرأ والمسؤول كذلك لم يعد يتنازل ليقرأ ،من هنا حاول يوسف أن يلتّف على كسل القراء في تصفح الكتب،ليجعلهم مستمعين جيدين «غصبن عنهم».. وعلى عجرفة المسؤولين الذين يقرفون من حبر كلماتنا في الصحف اليومية..فأصدر زفراته واحتجاجاته وأرائه المحجوبة كما هي دون تجفيف أو تنشيف أو تلطيف في «سي دي صوتي»...وأعتقد أن يوسف لن يتوانى عن اعادة اصدارها بلغة الاشارة الخاصة بالصم والبكم اذا كان المعنيُّ من المقالات لا يسمع ايضاَ..ولا بأس لو اعيد انتاجها من جديد على طريقة الفيديو كليب برفقة راقصات مرنات المهم أن تصل الرسالة الى صاحبها وهو في مكانه لتقضّ مضجعه..

وتبقى الكتابة الساخرة قتالا حقيقيا.. واشتباكا يوميا على طريقة ثوار ليبيا الحرة ، رشقات متفرّقة هنا ورشقات متفرقة هناك..نطلقها على حدود العيش الفاصلة بيننا وبين الجوع ،نتقهقر، ثم نتقدم، نتقهقر ثم نتقدم وهكذا.. ندافع بالحرف والمشهد عن وطننا الأخير» االحرية «..نزرع لاءات مضادة للحكومات، وكمائن محكمة للمفسدين ، نستخدم كل الأسلحة المتاحة في ايقاف الزحف نحو الحريات..من أقلام «جراد»..ومقالات «كاسحات الغاز».. وحتى بالسيديهات المفخخة.. مختبئين خلف سواتر كلامية... لا نرجو منها أن تحمينا أو تغطّي ارادتنا..بقدر ما نريدها عذراً متواضعاً لموتنا الخجول..

ahmedalzoubi@hotmail.com

الرأي