تصدرت زيارة ولي العهد سمو الأمير حسين بن عبدالله الثاني وسائل الإعلام التركية، فقد أفردت لها مساحة عبر منصاتها المختلفة فيما كانت أخبار الزيارة حاضرة أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وعادة ما تصدر الرئاسة التركية بيانات بلقاءات الرئيس التركي مع قادة وممثلين دول العالم عبر موقعها الرسمي إلا أن وسائل الإعلام المحلية ربطت هذا البيان بموقف الأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين بقطاع غزة مع تشديد على أن الموقف التركي يصب في نفس السياق خصوصا وأن البيان الصادر عن الاجتماع تطرق بشكل موسع للموقف من غزة وضرورة رفض أي خطة لتهجير الفلسطيين من أرضهم وضمان البدء بإعادة إعمار القطاع.

عدد من وسائل الإعلام التركية استخدمت عبارة " حراك دبلوماسي في القصر الرئاسي " كعنوان لتناول زيارة سمو الأمير ووضعتها في إطار الاتصالات في المنطقة لمنع خطة التهجير خصوصا أن موقف الأردن من هذه القضية كان له صدى في الأوساط السياسية التركية المحلية. فيما عرجت بعض وسائل الإعلام على اجتماع الرياض والموقف من تصريحات ترامب هناك بحضور الملك عبدالله والرئيس المصري وقادة دول مجلس التعاون الخليجي .

وكالتا (الأناضول وإخلاص) وهما من أهم وكالات الأنباء في تركيا تناولتا خبر الزيارة مع مقطع فيديو الاستقبال وهو الذي بدا وديا لكثير من المغردين خصوصا أن أردوغان عادة ما يستقبل ضيوفه العرب ببعض عبارات السلام العربية.

خبر الاستقبال كان حاضرا على صفحات (صباح وتقويم) وأخبار تركيا وهي مواقع تحظى بجماهيرية كبيرة في البلاد , فيما تناولت الخبر تلفزيوات رسمية رئيسية مثل تي أر تي بكافة لغاتها وتلفزيونات مثل ntv و " 24 " وهي تعد مصدرا رئيسيا للأخبار لملايين الأتراك.

تلفزيونات محلية أخرى في تركيا وجدت في استقبال ولي العهد الأمير حسين عنوانا عريضا لدبلوماسية خلف الكواليس بشأن مستقبل المنطقة وتأطير المواقف الرافضة للإجراءات الإسرائيلية خصوصا أن الاجتماع كان بحضور وزراء الخارجية من البلدين وكان لافتا أن البيان الصادر أفرد مساحة كبيرة للقضية الفلسطينية وهو تأكيد على مواقف تركيا السابقة من دعم الوصاية الهاشمية الأردنية على المسجد الأقصى ورفض الإجراءات الإسرائيلية هناك .

وزير الخارجية التركي الذي حضر اللقاء كان قد استبق الاجتماع بتصريحات هاجم فيها إسرائيل واتهمها باستهداف الأردن وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي حيث أكد أن تل أبيب تستهدف الأردن ولبنان وسوريا بشكل ملاحظ .

الرئيس التركي وبحسب البيان الرسمي الصادر بعد الاجتماع استخدم عبارة " علاقاتنا متجذرة مع الأردن ومن الضروري تطويرها في المرحلة القادمة " وهو ما ركزت عليه وسائل إعلام محلية , في إطار حديثها عن العلاقات الثنائية بين أنقرة وعمان.

* ربيع الصعوب/ صحفي أردني مقيم في تركيا .