facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تُحارب الولايات المتحدة "ثوابتها" في عهد ترامب؟!


أ.د أحمد بطَّاح
30-03-2025 01:58 PM

مُنذ تسلمه السلطة في الولايات المتحدة في 20/1/2025 بدأ الرئيس الأمريكي المُنتخب بتبني سياسات غير مألوفة بل إنّ بعضها يشكل خروجاً على "ثوابت" السياسة الأمريكية لعقود خلت، الأمر الذي دعا "توماس فريدمان" أشهر كاتب للأعمدة في أشهر صحف الولايات المتحدة (نيويورك تايمز) للقول بانّ هذه " ليست الولايات المتحدة التي نعرفها"، وإذا أخذنا بعض الأمثلة على هذه "الاستدارة" في السياسات الأمريكية يتبين لنا أن ما نسجله هنا ليس من المبالغة في شيء، ولعلّ أهم أوجه هذه " الاستدارة":

أولاً: الموقف من روسيا: إذْ دأبت الولايات المتحدة -ومنذ بروز الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945- على اعتبار هذه الدولة وخليفتها روسيا "عدوا استراتيجيا" فروسيا هي الوحيدة التي تملك ترسانة نووية (6000 رأس نووي استراتيجي) توازي إن لم تزد على ما تملكه الولايات المتحدة، وروسيا هي العدو التقليدي لحلف " الناتو" الذي يضم معظم الدول الأوروبية الحليفة لأمريكا، بل هي العدو لأقرب حلفائها خارج أوروبا مثل كندا واليابان وكوريا الجنوبية. إنّ تقرب "ترامب" الآن من روسيا ومحاولته "حلّ" نزاعها مع أوكرانيا وإعادتها إلى "حلبة" الاقتصاد العالمي (رفع العقوبات عنها، وعودة الشركات الأمريكية إليها، وإعادتها الى نظام " سويفت" المصرفي)، وغير ذلك يحيّر القارئ ويجعله يتساءَل: لماذا يعامل ترامب عدوا استراتيجياً مثل روسيا هذه المعاملة التفضيلية؟

ثانياً: الانقلاب على النظام العالمي القائم حالياً والذي ساهمت الولايات المتحدة بفعالية في بنائه بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية، فالرئيس الأمريكي ترامب "يضيق" على الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة (منظمه الصحة العالمية، الاونروا، مجلس حقوق الانسان، محكمة العدل الدولية)، وهو يكاد "يقوض" الدور الذي تلعبه بلاده من خلال هيئات عالمية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID) التي تمد يدها بالمساعدة الى اكثر من (60) بلداً حول العالم. لقد امضت الولايات المتحدة سنين طويلة وهي تكرس النظام العالمي القائم بعد الحرب العالمية الثانية، وبالذات بعد سقوط غريمها (الاتحاد السوفياتي)، أما الآن فانّ ترامب يستخف بالتحالفات الدولية والأوضاع القائمة حتى وصل به الأمر إلى الخروج على القانون الدولي من خلال تهديده لجزيرة " جرينلاند" التي تتبع الدنمارك، و "تنمره" على بنما لإعادة استملاك قناتها، بل وترغيبه المغموس بالترهيب لكندا لكي تنضم إلى الولايات المتحدة.

ثالثاً: التحفظ على "العولمة" (Globalization) وما يرتبط بها من هيئات كمنظمه التجارة العالمية وغيرها، إذْ رغم أنّ الولايات المتحدة بلد يؤمن بالرأسمالية (Capitalizm) وما يترتب عليها من حرية تنقل رأس المال والعرض والطلب (supply and demand) فإنّ ترامب يؤمن "بالحمائية" التي يعتقد انها تحمي الاقتصاد الأمريكي، وهو -لتعزيز ذلك- بفرض الرسوم الجمركية ليضغط ليس فقط على منافسيه في عالم الاقتصاد كالصين مثلاً بل على حلفائه أيضاً كدول الاتحاد الأوروبي وكندا.

رابعاً: تدعيم "التعصب الوطني" والذي يتجلى في الشعارات التي رفعها مثل أمريكا أولاً (America First) ولنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى (Let's Make America Great Again) وهذه بالطريقة التي تُطبق بها والتي تصل احياناً الى موقف حاد وغير منصف من "المهاجرين" إلى الولايات المتحدة، ومنع مواطني بعض الدول من القدوم إليها يؤشر على "تمترس" وطني يكاد يكون على النقيض من حقيقة أنّ أمريكا هي "بلد المهاجرين" وأنها البلد الذي يُعلي من شأن القيم السامية مثل الحرية، والعدالة، وحقوق الإنسان بغض النظر عن اختلاف البشر في أعراقهم، ودياناتهم، وجنسهم، وخلفياتهم الاجتماعية.

خامساً: محاصرة "المُعارضة" لسياسات ترامب وتوجهاته وتضخيمه كزعيم مُلهم، الأمر الذي يتجلى في إهانته المتكررة لأسلافه السابقين كباييدن وأوباما وكارتر، وتهوينه من سلطة القضاء (طالب باستبعاد بعض القضاة الفيدراليين الذين ردوا بعض قراراته مما استدعى تعقيباً نادراً من رئيس المحكمة العليا)، وتفعيله لبعض القوانين مثل قانون " اللاسامية" الذي أتاح لأجهزته التنفيذية ملاحقة طلبة الجامعات الأمريكية الذين تظاهروا لصالح القضية الفلسطينية، الأمر الذي دعا كثيرين في ظل هذه الممارسات "الترامبية" إلى التساؤل: هل عُدنا إلى عصر "المكارثية" التي شاعت في خمسينيات القرن الماضي وكانت "تضييقاً" فعلياً على المفكرين، والناشطين، وذوي الاتجاهات المختلفة؟

سادساً: اعتبار المال هو العامل الأساسي (Determinant Factor) في تقرير سياسات الولايات المتحدة وبغير التفات لأي أبعاد سياسية أخرى يجب أن تُؤخذ في الاعتبار، فترامب يريد أن يوقّع معاهدة "المعادن" مع أوكرانيا لكي يسترد الأموال التي ساعدت بها الولايات المتحدة أوكرانيا في حربها مع روسيا !، وهو لا يقبل من السعودية استثمارات بقيمة (600) مليون دولار بل يطمح إلى رفعها إلى "ترليون"، وهو يفرض الرسوم الجمركية يميناً وشمالاً على حلفائه وأعدائه لكي يحصّل مزيداً من الأموال، وهو يريد من دول "الناتو" أن يزيدوا من مساهمتهم في موازنة الحلف إلى (5%) من الناتج المحلي الإجمالي لبلدانهم! لكي يقلّل من مساهمة بلاده في موازنة الحلف. إنّ "ديدن" ترامب هو المال وهذا مفهوم بالنسبة لتاجر أو مطور عقاري مثلاً، ولكنه غريب حقاً بالنسبة لسياسي يرأس أقوى بلد في العالم حيث يجب أن يدرس كل موضوع من كافة أبعاده السياسية قبل غيرها من أبعاد، ولكن هذا هو "ترامب" على أية حال!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :