facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوهام عربية عن إسرائيل!!


أ.د أحمد بطَّاح
06-04-2025 10:33 AM

إنّ مما لا شك فيهّ أنّ أحداث السابع من أكتوبر كشفت عن أوهام وحقائق كثيرة متعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، ولعلّ المتأمل المدقق في هذه الأحداث وما تلاها يلاحظ بوضوح أنّ ثمة أوهام عربية مُعينة بشأن إسرائيل قد اتضحت بل تجلّت ولعلّ أهمها:

أولاً: الوهم المُتعلق بمدة الحرب:
لقد أيقن العرب بعد تجاربهم السابقة مع إسرائيل أنّ الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على مفهوم "الحرب الخاطفة" وعلى "تقصير مدة الحرب" ومحاولة "نقل المعركة إلى أراضي الخصم"، ولكن الحرب الأخيرة التي أعقبت السابع من أكتوبر أثبتت أنّ إسرائيل عدلت في استراتيجيتها في ضوء تطور الأحداث وطبيعة المعركة، وهي تريد الآن إطالة مدة الحرب حتى تحقيق الأهداف التي وضعتها وهي: القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى (الرهائن) الإسرائيليين، والتأكد من أنّ حماس لن تُشكل خطراً مستقبلياً عليها، والمحصلة هي أن إسرائيل تُعدّل استراتيجيتها وفقاً للظروف والأحوال وليس شرطاً أن تخوض حروباً قصيرة كما يتوهم العرب!

ثانياً: الوهم المتعلق بالدعم الغربي:
إذْ إنّ العرب (النُخب على الأقل) تدرك أنّ الغرب خَلَق إسرائيل لتبقى، وأنه يتبنى سياسة ثابتة وإن كانت غير مُعلنة تقوم على تفوق إسرائيل (نوعياً) على جميع جيرانها، ولكن أحداث السابع من أكتوبر أثبتت فعلياً أنّ الدعم الغربي لإسرائيل مُطلق وغير محدود، فما أن انقضى يوم السابع من أكتوبر حتى انهالت أشكال الدعم الغربي وبالذات الأمريكي على إسرائيل، ولم تكتفِ الدول الغربية وبالذات الولايات المتحدة بالدعم العسكري، والاقتصادي، والتغطية السياسية، بل بادرت الولايات المتحدة إلى تحريك بوارجها وطائراتها إلى شرق المتوسط لردع أية قوة تريد أن تستفيد من هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، بل بلغ الأمر بـ"ريشي سوناك" رئيس الوزراء البريطاني أن يأتي في زيارة دعم لإسرائيل في طائرة محملة بالأسلحة!!، وبعبارة أخرى فقد اتضح أن من الوهم تخيل أن يتخلى الغرب عن دعم إسرائيل وضمان تفوقها على أعدائها من العرب.

ثالثاً: الوهم المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية:
توهم العرب (وما زال بعضهم يتوهم) أنّ إسرائيل سوف تقبل يوماً ما بما يُسمى "حلّ الدولتين" الذي يُفترض أنّ ينتهي بإقامة دولة فلسطينية على أراضي الرابع من حزيران 1967 والتي تشكل في الواقع 22% من مساحة فلسطين التاريخية، ولكن الأحداث المتعاقبة -وبالذات بعد السابع من أكتوبر- أثبتت أنّ الرأي العام الإسرائيلي (بنخبه السياسية وجماهيره) مُجمع على عدم السماح بقيام دولة فلسطينية وبرغم الإجماع العالمي على ذلك (بما في ذلك الولايات المتحدة في عهد الإدارات المختلفة باستثناء إدارة "ترامب")، والواقع أن ذلك تجلى بوضوح بعد اتفاقيات أوسلو 1993 فقد تخلت إسرائيل عن مضمون هذه الاتفاقية وتراجعت عنها، بل قام أحد المتطرفين اليهود باغتيال "إسحاق رابين" رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وافق على هذه الاتفاقيات، ولطالما تفاخر "نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بأنه هو الذي أمات فكرة "الدولة الفلسطينية".

رابعاً: الوهم المتعلق بتفسخ المجتمع الإسرائيلي:
إنّ المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسامات عديدة فهناك "الأشكناز" (اليهود الغربيون)، والسفارديم (اليهود الشرقيون)، وهناك العلمانيون (الذين يؤمنون بإسرائيل كدولة علمانية ديموقراطية على النمط الليبرالي الغربي) والتوراتيون (الذين يؤمنون بتحكيم الشريعة اليهودية) على "أرض إسرائيل" كما جاءَت في التوراة وكما وعد بها "الربّ"، وقد تجلت هذه الانقسامات بعد محاولة اليمين الحاكم الإسرائيلي إجراء ما أسماه "بالإصلاحات القضائية" والتي قد تُنهي (حسب التيار العلماني) ديمقراطية إسرائيل وتجعل السلطة التنفيذية (المُنتخبة والمُمثلة في البرلمان "الكنيست" متحكمة بمستوى ما بالسلطة القضائية التي تقف على رأسها المحكمة العليا الإسرائيلية)، والواقع أن الوهم العربي ينطلق من أنّ هذه الانقسامات والتي عبرت عن نفسها بوضوح أيضاً بشأن موضوع إطلاق الأسرى (الرهائن الإسرائيليين) من أيدي حماس يمكن أن تُطيح بالمجتمع الإسرائيلي وتؤدي في النهاية إلى نشوب حرب أهلية وانهيار دولة إسرائيل. إنّ الحقيقة هي أنّ ديناميكية الحياة السياسية الإسرائيلية وطبيعة النظام السياسي بآلياته المختلفة مُصَمّمَة بحيث تحول دون هذا الانهيار المُتوهّم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :