في الأردن .. لا نفاوض الخونة، بل نُسقطهم
ميس القضاة
15-04-2025 06:28 PM
منذ أن رأينا جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه غاضبًا، يتحدث بلا مواربة عن منظمات تتلقّى تعليماتها من الخارج، وتتحرك على الساحة الأردنية بأجندات ليست من تراب هذا الوطن، عرفنا أن هناك نارًا تحت الرماد. ذلك الغضب الهاشمي الصادق لم يخرج عبثًا، ولم ينبع من فراغ. لقد كان إنذارًا... بل إعلانًا واضحًا أن ما يُحاك في الخفاء لم يعد يُطاق، وأن الصبر بلغ منتهاه، وأنّ الأردن، رغم حكمته وتسامحه، لن يسكت على من باعوا الضمير، ولا على من زرعوا بذور الفتنة في أرض الطهارة.
منظماتٌ مأجورة، وجيوبٌ سوداء، نفوسٌ مريضة باعت الوطن بثمنٍ بخس، وتحركت على إيقاع الخارج، ظنًّا منها أن هذا الوطن هشّ، وأن الأردني يمكن أن يُساوِم على أمنه، أو يفرّط في استقراره. لكنهم أخطأوا الحساب… فالأردن ليس ساحةً مستباحة، ولا ملعبًا للفوضى، ولا وطنًا بلا رجال.
هنا، كلّ من سولت له نفسه أن يمسّ أمن الوطن، أو يشعل فتيل الفتنة، أو يتآمر في غرف مظلمة، سيجد أمامه رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه. سيجد أجهزتنا الأمنية، وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، بالمرصاد، لا تنام ولا تغفل، ترصد كل تحرّك، وتقرأ النوايا قبل أن تنطق بها الألسن.
إنّ من يفكر في زعزعة أمن الأردن، كمن يحاول كسر الصخر بأظافره… لا يدرك حجم الحصانة التي نسجها هذا الشعب حول وطنه، ولا يستوعب أن الأردن، وإن كان صغيرًا في المساحة، فهو كبيرٌ برجاله، عظيمٌ بقيادته، راسخٌ بثوابته.
وها هم فرسان الحق، مرةً أخرى، يسقطون أقنعة الجبناء. يُفشلون مخططاتٍ خبيثة كانت تستهدف زعزعة الأمن، وتدمير المؤسسات، وترويع الأبرياء، عبر صواريخ مصنّعة وأسلحة مخزّنة وطائرات مسيّرة ومجندين مدفوعين للخيانة. لكن تلك المؤامرة سقطت… على عتبة الوعي… وانهارت تحت أقدام الرجال الذين لم تنم لهم عين، ولم يرتخِ لهم عزم.
فمنذ فجر الدولة الأردنية، وهناك من يحاول النيل منها، لكنهم يرحلون وتبقى الدولة. يتساقطون وتبقى راية الأردن عالية، خفّاقة، تُظِلّ الشرفاء.
الخيانة ليست رأيًا.
والتآمر ليس وجهة نظر.
ومن خان وطنه، لا يُمكن أن يُغتفر له، ولو تغنّى بالعروبة ألف مرة.
هنا لا مواربة ولا مجاملة في أمن الوطن… ومن اعتقد أن الأردن سهل الاختراق، فليقرأ التاريخ، وليتعلّم من دروسه.
*رسالة لكل من ظن أن الأردن قد يضعف أو ينحني:*
الأردن لا يُهدد، ولا يُساوَم، ولا يُخترق.
ملكنا غضِب… فتساقطت الأقنعة.
وشعبنا واعٍ… فأُحبطت المؤامرة.
وأجهزتنا ثابتة… فخاب ظن الخونة.
كل التحية والفخر لفرسان الحق، ولرجال الظل، الذين يحمون هذا الوطن من دون ضجيج، ويسهرون على أمنه من دون طلب جزاء أو شكور. أنتم السدّ المنيع، وأنتم الحصن الذي لا يُكسر.
وسيبقى الأردن، كما عهدناه، عصيًّا على الانكسار، منيعةٌ حصونه، نظيفةٌ ساحاته، طاهرةٌ جباهُ رجاله.