في هذه اللحظات الدقيقة، حيث رأينا تربص قوى الشر بوطننا الأبيّ، والتي تحاول العبث بأمنه واستقراره، يرتفع صوت الأردنيين عاليا ، مؤكداً الولاء المطلق لهذا الثرى الطاهر وقيادته الرشيدة، ورادعاً كل من تسول له نفسه المساس به..

لقد خبر الأردن، عبر تاريخه العريق، محاولات النيل من عزيمته ووحدته، فكان في كل مرة يخرج منها أكثر قوة ومنعة، مستنداً إلى إيمان شعبه الراسخ بالعرش الهاشمي المفدى، وإلى تضحيات أبنائه الأشاوس الذين يقفون سداً منيعاً في وجه كل عابث أو متطاول..

إن ما تكشف عنه الأيام من محاولات تستهدف أمن الأردن، يؤكد وجود قوى تسعى لزعزعة استقراره وإعاقة تقدمه ، لكن هذه المحاولات تغفل طبيعة هذا الشعب الأصيل، الذي نشأ على قيم العزة والكرامة، والذي يرى في الأردن هويته وانتماءه، وموطنه الذي لا يمكن التفريط فيه..

إن ولاءنا للأردن ليس مجرد أقوال، بل هو فعل راسخ في القلوب، يتجسد في التفافنا الوثيق حول قيادتنا الحكيمة، وفي وحدتنا الوطنية التي قاومت الانقسام أمام التحديات.

نحن هنا، من الجنوب إلى الشمال ، ومن الشرق الى الغرب، كيان واحد، وروح واحدة، نفدي هذا الوطن بأرواحنا ودمائنا..

أما عن الردع، فإن جهاز المخابرات العامة وقواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن، كانت وستبقى الحارس الأمين لحدودنا وصونًا لأمننا الداخلي.

لقد أثبتت هذه المؤسسات كفاءتها في إفشال المخططات الخبيثة، وستظل في المرصاد لكل من يفكر في تهديد أمن الأردن أو مواطنيه..

رسالتنا واضحة إلى كل من تسول له نفسه العبث بأمننا: الأردن ليس هدفاً سهلاً، وشعبه لم يكن يوماً ضعيفاً. لقد تعلمنا من تاريخنا أن الوحدة هي قوتنا، وأن الولاء والفداء هما حمايتنا، وأن قواتنا المسلحة هي الدرع الوافي لوطننا..

سنمضي قدماً في مسيرة البناء والازدهار، وسنظل واحة أمن واستقرار في هذا المحيط المضطرب، لنورث أبناءنا حب الوطن والغيرة عليه، ونبقى نهتف بكل فخر واعتزاز: عاش الأردن حراً أبياً، عصياً على كل المتربصين.

فلتحيا الوحدة الوطنية، وليعز الأردن بقيادته وشعبه، وليخسأ كل من تمنى له شراً.