لغة الجسد هي لغه عالمية تستخدم للتواصل البشري، وتحليل لغة الجسد هو فن وعلم، يدعمه علم النفس والسلوك، ويُستخدم كأداة مساعدة لكشف الحقيقة ولكنه ليس المصدر الوحيد للحكم. نجاحه يعتمد على ذكاء المحقق، مهارات الملاحظة، والسياق الكامل للقضايا. فمن السهل التلاعب بالكلمات في حين يصعب احيانا التلاعب بالاشارات الجسدية وهذا العلم تشجعه بعض الدول لمساعدة القضاء والقانون على توفير الوقت بالتحقيقات الجنائية والوصول الى معلومات حساسة اعتمادا على التناقض المدروس بحرفية ما بين الجمل الشفوية وحركات وايماءات الجسد التي تكشف قصصا مختلفة.

هنالك الكثير من الطرق التقليدية المستخدمة لإكتشاف الحقيقة عند اجراء التحقيقات القانونية، لكنها ليست عملية وسريعة ودقيقة كاختبار كشف الكذب الذي كانت نتائجه ضعيفة وظالمة أحيانا، حيث أنه لا يقيس الصدق أو الخداع. بدلا من ذلك، يقيس مدى قلق أو توتر شخص ما، فقد يكون الشخص صادق لكنه متوتر. ومحللات الاجهاد الصوتي، الكاميرات الحرارية، فحوصات الرنين المغناطيسي وفحص حدقة العين وغيرها. لكن بالمقابل هنالك نموذج شامل مصمم لتحليل السلوكات البشرية، ويستخدم عالميا بحرفية في ادارة الجيوش، والدوائر القانونية، وادارة الاعمال والتجنيد والعلاج النفسي والمفاوضات الدولية لما له من أهمية بكشف الحقائق المخفية ويشمل هذا النموذج دراسة الاشارات الفسيولوجية كتغير لون البشرة، التعرق، التنفس، جفاف الفم، وضغط الدم وغيرها. تعبيرات الوجه واتساقها مع العضلات عند المرور بعواطف معينة. حركات الجسد وايماءته، نظرة العين وحركتها ودرجة لمعانها وتواصلها، الصوت ودرجاته واستخدام الصمت وطريقة النطق، استخدام أشياء مادية كالسجائر وقنينة المياه أو أي حاجز ليحمي به نفسه، ودافعية الكلام. اسلوب التفاعل: التلعثم، الاستجابة، التكرار. ولا ننسى المحتوى اللفظي الذي عادة ما يستخدم فيه الأشخاص اللغة العاطفية كالخوف والشعور بالذنب والخداع والبهجة والانشاءات اللغوية وضمائر الغائب لابعاد الشك أو تشتيت التحقيقات وغيرها الكثير.

الفهم العميق والمحترف للغة الجسد قد يحدد البراءة أو الإدانة للشخص، إن المختصين بهذا العلم يدرسون كيف يبدو الشخص عندما يقول الكلام، وليس الكلام في حد ذاته. من خلال طرح أسئلة عادية بمقابلة الاعداد، انتقالا إلى الأسئلة الاستفزازية لتثير القلق وبالتالي يتم دراسة ردود فعل الجسد، وتكرار نفس الأسئلة بطرق مختلفة لملاحظة أي تناقض لفظي أو غير لفظي. أو طرح الأسئلة بطريقة غير متوقعة، او سرد القصة بالعكس والعديد من الطرق. اعتمادا على قاعدة أن لغة الجسد تنفلت لا شعوريًا قبل أن يتمكن الشخص من التحكم في أقواله. في دراسة قام بها أحد علماء النفس اكتشف أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و38% بنبرة الصوت و55% بلغة الجسد، ولو اختلفت الكلمات ولغة الجسد فإن الفرد يميل إلى تصديق لغة الجسد. وبرأيي قد تتغير هذه النسب تبعا للظروف والثقافات وسياق القضية.

يجب التعامل بحذر وأخلاقية ومهنية بالغة مع استخدام لغة الجسد كأحد أدوات التحقيق. لأن محاولة فهم الإشارات غير اللفظية ليست دليلًا معصوما عن الخطأ، بسبب تعقيد وتقلب السلوك البشري الذي يتطلب دائمًا نهجًا متوازنًا وقائمًا على الأدلة لتفسير هذه الإشارات.
وعليه فإن تحليل لغة الجسد يجب ألا يترك للعامة من الناس.

raniareena@yahoo.com