الاربعاء الماضي حضيتُ وبمعية نخبة من رجال الاعمال الاردنيين بلقاء فخامة الرئيس السوري احمد الشرع في قصر الشعب في دمشق وبالرغم من إستثنائية الظروف وإزدحام المواعيد الرئاسية.. فقد أكرمنا فخامته بلقاءٍ دافئٍ ومثمرٍ إستمر زهاء ساعتين كاملتين.. طمأننا فيه الرئيس الشرع بأن عاصمة الأُمويين قد فُكّ أسرها وعادت الى أهلها واستعادت عافيتها وستأخذ دورها وستستعيد مجدها وعزها وموقعها في نصرة قضايا أُمتها العربية والإسلامية.

وفي حديثه الرزين العميق الهادئ لم يُخفِ فخامة الرئيس الشرع جسامة التحديات السياسية والأمنية والإقتصادية التي تواجهها سوريا اليوم.. مؤكداً إمتنانه وتثمينه للجهد الدبلوماسي الكبير الذي يقوده جلالة الملك على الساحتين الدولية والإقليمية لإحترام خيارات الشعب السوري في بناء دولته الحديثة.. وللدور الذي تضطلع به الدبلوماسية الاردنية دفاعاً عن سوريا وأهلها ووحدة أرضها.

وخلال اللقاء الذي تم بمبادرة من القطاع الخاص في البلدين الشقيقين وبتشجيع وترحيبٍ حكوميٍ منقطع النظير من كلا الطرفين.. وضع رجال الأعمال الأردنيين الرئيس الشرع وفريقه الإقتصادي برؤيتهم لتطوير آفاق التعاون الاقتصادي ما بين البلدين الشقيقين.. ورغبتهم بالإضطلاع بدورٍ أساسيٍ في مرحلة إعادة بناء سوريا الحديثة ..وتطلعهم لبناء شراكات إقتصادية فاعلة من شأنها أن تنهض بسوريا من جديد.

وفي تعقيبه على ماسمع من ملاحظات ومداخلات من رجال الأعمال الأردنيين...أكد الرئيس السوري بأن سوريا لديها مقومات النهوض الإقتصادي العاجل بما لديها من ثروات طبيعية وبشرية وهمة وعزم إضافة الى ماتحظى به سوريا من قيمةٍ سياسيةٍ وتاريخيةٍ عبر التاريخ.. وشدد الشرع على عزم الدولة السورية على إستعادة ثروة السوريين التي نُهبت ...على أيدي أفرادٍ من أُسرة النظام البائد لايتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ..وشدد على أن الدولة السورية وبكل أدواتها عازمةً على وضع حدٍ لنشاطات وتهديدات عصابات الكبتاغون المستهدفة لأمن دول الجوار وبشكل خاص ..على الحدود الجنوبية لسوريا وقد أبدى الشرع إرتياحه الى إنخفاض نسبة تهديدها الحدود الشمالية و الشرقية للمملكة ..ومن المهم هنا الإشارة الى أن الرئيس السوري احمد الشرع بشّر بمستقبلٍ مشرقٍ لسوريا وأهلها ...وأكد على أن الأيام القليلة القادمة ستشهد ولادة قانون استثمار جديد وتسهيلات ضريبية ستدفع بعجلة الاقتصاد السوري الى الأمام ..وأن العقوبات الدولية سترفع تدريجيا وعما قريب عن سوريا وان تزاحم الدعم والإسناد العربي لسوريا سيمكنها من العودة إلى دورها الطليعي المتقدم في مؤسسات العمل العربي المشترك.