مركز صحي "سامتا" .. امام وزير الصحة
08-05-2025 02:35 PM
كتبت سجى القضاة:
في الوقت الذي يسعى فيه أهالي قرية "سامتا" جاهدين لتطوير وسائل المواصلات من وإلى قريتهم، تتردّد أنباء مقلقة عن نية الجهات المعنية تقليص أيام الدوام في المركز الصحي الوحيد داخل القرية، في خطوة قد تكون تمهيدًا لإغلاقه بشكل كلي، الأمر الذي ينذر بحرمان السكان من أحد أهم حقوقهم الأساسية: الرعاية الصحية.
لقرية سامتا تاريخ طويل من المعاناة بسبب ضعف الخدمات. فعلى مدار سنوات، لم يكن فيها سوى مدرسة واحدة مختلطة، ما اضطر الأهالي لإرسال أبنائهم الذكور إلى قرى مجاورة لإكمال تعليمهم بعد الصفوف الأولى، في معاناة مادية ونفسية لم تكن سهلة. وبعد مطالبات متكررة، تم إنشاء مدرسة للذكور داخل القرية، ما عزز من استقرار العملية التعليمية.
لكن رغم هذا التحسن الجزئي، لا تزال سامتا تفتقر لكثير من مقومات الحياة الأساسية. لا يوجد فيها مخابز، ولا محلات خضروات أو فواكه، بل بضع دكاكين صغيرة بالكاد تلبي الاحتياجات اليومية. أما أماكن العبادة، فلا يوجد سوى مسجد واحد مخصص للرجال، دون أي مرفق خاص بالنساء.
أما المركز الصحي، فهو الآخر لم يكن متكاملًا يومًا، إذ يفتقر لمختبرات التحاليل، ولا يحتوي على عيادات أسنان أو خدمات طوارئ، أو أقسام للأمومة والطفولة، كما هو الحال في المراكز الصحية النموذجية الأخرى في المملكة، التي تُقدَّم فيها خدمات تغذية، ومتابعة الأمراض المزمنة، وعيادات طب عام وأسنان.
رغم هذا الضعف الكبير في البنية الصحية، فإن الأنباء عن تقليص دوام المركز الصحي في سامتا تُعدّ مؤشّرًا خطيرًا على ما قد يكون إغلاقًا كليًا في المستقبل القريب، ما يضاعف من معاناة الأهالي، خاصة كبار السن الذين يعتمدون على الرعاية الصحية والأدوية بشكل يومي، ولا يملكون القدرة على التنقل لمسافات بعيدة.
فالقرية بلا خطوط مواصلات مباشرة، ولا توجد حافلات منتظمة، ما يجعل الوصول إلى مراكز صحية في القرى المجاورة أمرًا شاقًا، وربما مستحيلًا للبعض، خصوصًا في الحالات الطارئة أو في ظل الظروف الجوية الصعبة.
إن بقاء المركز الصحي في سامتا لا يجب أن يكون موضع جدل أو تأجيل، فهو ليس ترفًا، بل ضرورة إنسانية وحق من أبسط حقوق الإنسان. وإن كانت هناك نية لتقليص الدوام فيه، فذلك يُعدّ تمهيدًا خطيرًا لإغلاقه وحرمان سكان القرية من حقهم في الصحة.
نطالب الجهات المعنية بإعادة النظر في أي قرار من شأنه أن يحدّ من خدمات هذا المركز، والنظر بعين المسؤولية إلى احتياجات هذه القرية التي طالما صبرت على التهميش، وتمسكت بأمل صغير في تحسين واقعها. فالصحة ليست رفاهية… بل حياة.