قطار ترامب فوق سكة نتنياهو الشرق أوسطية
حسين بني هاني
09-05-2025 05:42 PM
قليلة هي الايام التي تفصلنا عن وصول قطار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ، توقعات المحللين تشير بأنه يحمل آمالاً عريضة لتحقيق إنجاز تاريخي يخلّد أسم ترامب في المنطقة ، في وقت يشعر فيه الأخير ، أن نتنياهو يضع العراقيل بين يديه، إن في محاولته ايجاد مخرج للأزمة في غزة، أو من مسألة من التفاوض مع ايران في الملف النووي، خاصة حين علم ترامب ،أن نتنياهو دفع مستشار الأمن القومي ، الذي أقاله ترامب مؤخراً ، لاستخدام القوة ضد إيران، عوض المسار الدبلوماسي ، المؤشرات القادمة من واشنطن تقول، أن البيت الأبيض لايشعر بالإحباط من تعاطي نتنياهو مع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وحسب ، وتبادل الأسرى أيضاً ، وانما من محاولته التأثير على سير المفاوضات الأمريكية مع إيران ، القريبون من ترامب ، يحذرون من أن إسرائيل ستدفع ثمناً ثقيلاً ، بسبب مماطلتها في إنهاء حرب غزة ، وأن قطار ترامب قد غادر محطته نحو الشرق الأوسط، وأن واشنطن قد ملّت الانتظار على رصيف نتنياهو .
الرئيس العازم على إنجاز مهمته مع السعودية، لن يسمح لاسرائيل، إعاقة جهوده وتحقيق مصالح واشنطن، دون مشاركة إسرائيل أو حتى إطلاعها على صفقة الألفية مع الرياض، وهي التي لم تطلعها اصلا على صفقتها السابقة مع اليمن، إذا نجح ترامب في إتمام الصفقة مع السعودية، ونجح في مفاوضات الملف النووي الإيراني، دون أي مساهمة إسرائيلية، فإن ذلك يعتبر مؤشراً واضحاً على نية البيت الأبيض،تهميش نتنياهو والبحث عن بديل له ، في وقت هو في امس الحاجه لمساعدة واشنطن .
أكثر ما يقلق ترامب من نتنياهو ، هو شعوره بأن الاخير يحاول التلاعب به ، عبر مستشاريه المقربين ، وهو الأمر الذي لا يطيق عليه صبرا ، بل يكرهه تماما لانه يظهره وكأنه قائد مغفّل ، وهذا ما دفع الصحافة الاسرائيلية للتأكيد بأن ترامب قد قطع الاتصال مع نتنياهو ، حتى أن سفيره في إسرائيل أكّد أكثر من مرة ، ان إسرائيل لن تشارك في توزيع مساعدات إنسانية في غزة، وزاد طين نتنياهو بلّةً ، قول نائب ترامب في إجتماع قادة ميونخ مؤخراً ، انه بإمكان ايران الاحتفاظ ببرنامج "نووي مدني " ، وأن ترامب يسعى "لاعادة دمج ايران في الاقتصاد العالمي " ، هذا سيجعل نتنياهو يسير على خيط رفيع مشدود، بل التصرف بحذر شديد، فهذا الذي يريد أن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، لن يسمح له ولا لاسرائيل ، الوقوف أمام مسيرته تلك ، في ظل جدل كبير داخل الولايات المتحدة ، حول العلاقات الأمريكية الاسرائيلية ، ومدى خدمتها لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
حجج نتنياهو في ملفّي غزة وإيران ، لم تعد تقنع البيت الأبيض ، وكما تقول "يديعوت أحرونوت " فقد سئم ترامب من نتنياهو ، بسبب رفضه التصرّف ، وفق رؤية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ووفق توجيهات واشنطن في مسار الحرب في غزة ، وإن البيت الابيض يشعر بأن نتنياهو بسلوكه هذا ، يضع الصعوبات في طريق ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام .
أيام اظنها ستكون حاسمة ، في ملف غزة وربما في مستقبل نتنياهو ، بعد أن ملّ سكّان البيت الأبيض ، مما قيل أنها أساطير الاوّلين التي يسردها عليهم رئيس وزراء إسرائيل كل يوم .