وردت كثيرا هذه التوصيفة للعلاقة بين أميركا والعديد من الدول العربية. وجاءات في كلمات ولى العهد السعودي وأمير قطر..... ولعل هذا الوصف للعلاقة ينسحب على عدد اخر من الدول العربية.... وجاء هذا التاكيد في أحاديث متكررة لمسؤلين عرب واميركيين.. ومنذ غزو العراق للكويت عام ١٩٩١ وقعت أميركا اتفاقات دفاعية وتكاثرت قواعدها في المنطقة العربية.. هذا إلى جانب البعد الاقتصادي حيث الأسواق العربية تغص بالسلع الامريكية بما فيها صفقات التسلح الكبيرة. والمثال الحي أمامنا نتابعه اليوم حيث يعود الرئيس ترامب من جولته الخليجية ممتلئ الوفاض وبصفقات اقتصادية عربية مع عشرات الشركات الاميركية في مجال الذكاء الاصطناعي والطيران والطاقة عدا مبيعات السلاح غير المعلنة الان في حجمها ومكوناتها..

ونقول ان العرب يثبتون في معظمهم في اقوالهم وافعالهم الحرص على اقامة علاقات طبيعية وذات نفع متبادل مع الولايات المتحدة. ومراعاة المصالح الامريكية... فيما يطالبون بموقف أمريكي متوازن تجاه قضايا العرب خاصة القضية الفلسطينية وحملات التشويه المتعمد لصورة العرب من قبل المسؤولين في الغرب عامة.

لقد كانت الحفاوة التي استقبل بها ترامب في زيارته لمنطقة الخليج منقطعة النظير. وعكست كلمات الترحيب الرغبة والارادة لدى الجانب العربي في ترجمة حقيقية للوصف (الاستراتيجي) للعلاقات مع واشنطن. وفي مقابل ذلك كشفت الجهود الترامبية لانهاء الحرب الوحشية على غزة حجم التمرد والغطرسة التي ابدتها حكومة تل أبيب خصوصا نتنياهو ازاء المبادرة الامريكية لانهاء الحرب وإدخال المساعدات للقطاع.. رغم اعتبارها الحليف الاستراتيجي الأول في المنطقة؟

وكما يبدو أن هذه المحطة ستكون فاصلة في العلاقة الامريكية الاسرائيلية.. وهي علاقة طفيلية لم تفد واشنطن في حل أزمات المنطقة بينما لعبت دول عربية مثل الاردن والسعودية وعمان وقطر ادوارا مهمة في حلحلة هذه الازمات التي كانت في معظمها من صنع اسرائيل.

ونظرا لاهتمام الرئيس ترامب بتحقيق مكاسب اقتصاديه توفرها له المنطقة العربية وليس إسرائيل التي أصبحت ثقلا على دافع الضرائب والمجتمع الأمريكي. فقد اصبح العرب الخيار الاهم امام الادارة الجديدة في البيت الابيض. ولعلنا ننتظر تحولا نوعيا في السياسة الامريكية في ضوء ما استخلصته من هذه الزيارة بين اهمية العلاقة مع العرب ومتاعبها في العلاقة مع اسرائيل..