عمون - سجّلت فكتوريا كرادشة اسمها في تاريخ العمل النقابي الأردني، كأول امرأة تتولى منصب "نقيب" بعد انتخابها نقيبة للممرضين والممرضات في الأردن عام 1972.

ولدت كرادشة في مدينة مادبا عام 1920، وكانت إصابتها بكسر في قدمها خلال طفولتها نقطة تحوّل في مسيرتها، إذ غرست فيها تلك التجربة أثناء تلقيها العلاج في المستشفى الإيطالي بعمان حبّ المهنة والرغبة في خدمة الإنسان.

بدأت مسيرتها المهنية في قطاع التمريض بعد تخرجها من معهد التمريض في غزة عام 1954، حيث عملت هناك لمدة عامين، قبل أن تنتقل إلى مدينة الخليل لتشغل منصب رئيسة قسم العمليات في مستشفى مار لوقا الحكومي لمدة ثلاث سنوات.

مع بداية الستينات، عادت كرادشة إلى الأردن وتسلّمت منصب رئيسة الممرضات ومراقبة التمريض في جميع مستشفيات المملكة، في وقت كانت فيه المهنة بحاجة إلى تنظيم وتطوير على مستوى الأداء والحقوق.

ورغم معارضة والدتها لطبيعة عملها الشاق، إلا أن دعم والدها المزارع كان حافزًا لها للاستمرار في طريقها المهني والقيادي.

في عام 1972، دخلت كرادشة التاريخ بانتخابها نقيبًا للممرضين والممرضات، وبرزت خلال فترة عملها كنقيبة بمواقفها الجريئة، لا سيما دفاعها المستمر عن حقوق منتسبي النقابة، وهو ما عرضها لاحقًا للتهديد بالطرد، نتيجة إصرارها على المطالبة بتحسين أوضاع الكوادر التمريضية.

عرفت كرادشة بإصرارها على فتح قنوات الحوار مع الممرضين والممرضات، وعقد الاجتماعات المنتظمة لطرح التحديات والمقترحات، والعمل على نقلها إلى الجهات الرسمية، إيمانًا منها بدور النقابة في تمكين المهنة وحماية العاملين فيها.

ورحلت فكتوريا كرادشة وقد تركت بصمة لا تُنسى في مسيرة التمريض في الأردن، إذ لم تكن مجرد نقيبة، بل رمزًا للريادة النسائية في مجال يُعد من أكثر المهن إنسانية، ورسالةً استمرت في الدفاع عنها حتى آخر أيامها.

وبعد كرادشة تولت العديد من النساء موقع نقيب الممرضين والممرضات وهن، أنيسة هواش (1976–1978)، نبيهة الور (1980–1982)، فاطمة خلف (1982–1984)، حنة دبابنة (1984–1986).