الديمقراطي الاجتماعي .. من المراجعة الجذرية إلى التمدد الفاعل
19-05-2025 08:25 PM
عمون - يواصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني تمدده السياسي الفاعل والإيجابي في المشهد السياسي الأردني على صعيد توحيد تيار الديمقراطية الاجتماعية في البلاد، وعلى مستوى الأداء الحزبي الوطني من خلال تقديم أوراق الموقف اللافتة، دون إغفال ترسيخ حضوره الحزبي في مجال الحشد والاستقطاب النوعي في صفوف الشباب والكفاءات العلمية الوازنة.
وفي الوقت الذي انكفأت فيه بعض القوى الحزبية التي أخفقت في الانتخابات النيابية على نفسها، دق الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني جرس الإنذار في أروقته؛ وفي خطوة سياسية غير تقليدية تعكس حسا نقديا عاليا بالمسؤولية، قدّم أعضاء المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الاجتماعي استقالاتهم، ممهّدين لتشكيل لجنة خاصة لتقييم الأداء، وإجراء مراجعة شاملة لتجربة الحزب في السنوات الأخيرة، على ضوء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة لمجلس النواب العشرين. وجاءت هذه الخطوة لتعكس إصرار الحزب على تعزيز المساءلة الداخلية وتحديث البنية التنظيمية، بما ينسجم مع رؤيته الديمقراطية الاجتماعية.
صعود لافت في النقابات المهنية
تماشيًا مع هذا التحول والعمل السياسي الدؤوب، سجل الحزب، الجمعة الماضية، حضورا نوعيا في المشهد النقابي الأردني، حيث فاز ثلاثة من أبرز قياديي الحزب بمواقع مؤثرة في نقابة الصيادلة، حيث يتولى، اليوم، القيادي في الحزب الدكتور زيد روحي الكيلاني منصب نقيب صيادلة الأردن، فيما يشغل نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي الاجتماعي الدكتور عبد الحميد علي العليمات منصب أمين سر مجلس النقابة، كما يشغل الدكتور رأفت أبو صالح منصب المستشار التنفيذي للنقيب والمجلس.
يمثل هذا الإنجاز لقيادات الحزب الوازنة نقلة حقيقية في استراتيجية الحزب لربط العمل السياسي بالفعل النقابي والاجتماعي، وترسيخ حضوره في مؤسسات المجتمع المدني.
أوراق موقف تشكل بصمة فكرية متميزة
وفي سياق متصل بالعمل الحزبي الجاد فقد انفرد الحزب بإصدار ثلاث أوراق موقف استراتيجية لاقت قبولا واسعا:
1. ورقة الحد الأدنى للأجور: حيث عالجت فجوة العدالة في الأجور سوق العمل الأردني، وهي الورقة انتصرت لقطاع العمال، وتبناها بالكامل اتحاد النقابات العمالية.
2. ورقة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية: حيث طرحت رؤية وحلولا اقتصادية متكاملة مست فئة كبيرة في المجتمع.
3. ورقة “التعليم والمناهج.. التحديات والآفاق”: وقد تناولت بالتشخيص واقتراح الحلول أزمة المناهج من منظور سياسي وتربوي علمي حديث، وحققت صدى تربويا وسياسيًا وإعلاميا واسعا.
توسّع حزبي بعد مراجعة انتخابية
استنفرت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، الحزب ودفعته إلى قرع جرس الإنذار في هيئاته كافة، معترفا بضرورة إعادة النظر في أدواته الخطابية والتنظيمية، ما أفضى إلى انطلاقة جديدة شملت:
- تفعيل الفروع بأدوات متنوعة بين أعضاء الحزب في الفروع الـ 18 في محافظات المملكة كافة..
- استقطاب كوادر نوعية جديدة من النساء والشباب بطاقات علمية وإعلامية رصينة، آخرها في شباط فبراير الماضي حيث استقطب الحزب ما يزيد على 120 عضوا من أحزاب وقوى تنتمي إلى تيار الديمقراطية الاجتماعية.
- توسيع الحضور الجغرافي والتنظيمي بشكل أفقي.
إرادة متجددة في بناء مسار وطني راسخ
اليوم، يقدم الحزب الديمقراطي الاجتماعي نفسه، كحالة سياسية ديمقراطية تقدمية ناضجة، تزاوج بين المراجعة واقتراح الحلول، وبين التنظيم والميدان، وبين الحضور النقابي والفكري والثقافي. تلك ملامح المشروع السياسي الاجتماعي الذي يعكس تطورًا واضحًا في أداء الأحزاب الأردنية الحديثة.
المعروف أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني هو حزب يساري أردني تأسس العام 2016 ويتبنى مبادئ الديمقراطية الاجتماعية بركائزها الثلاث التي تنادي بقيم المواطنة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون.