facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من نكبة 1948 إلى أحداث "السابع من أكتوبر": جردة حساب!!


أ.د أحمد بطَّاح
21-05-2025 04:59 PM

في الخامس عشر من أيار من كل سنة يستذكر الفلسطينيون والعرب نكبة 1948، التي تمخّضت عن قيام إسرائيل على (78%) من أراضي فلسطين التاريخية بقرار من الأمم المتحدة، وعن تشريد ما يزيد عن (750,000) فلسطيني من ديارهم، ولقد تعود الكثيرون على الكتابة في هذا التاريخ المؤلم محللين أسباب الهزيمة، وحاملين على من تسبب فيها.

والآن... وبعد مرور ما يقارب الـ (77) عاماً على هذا الحدث المفصلي في تاريخ المنطقة، وبعد وقوع حدث مفصلي آخر في "السابع من أكتوبر" 2023 يجوز لنا أن نراجع ما حصل وأن نحلل بطريقة عقلانية بحيث نصل إلى تقييم موضوعي يمكّن من النظر الاستشرافي إلى المستقبل، ولكي نقوم بذلك بطريقة منهجية فإننا يمكن أن نسأل سؤالين أساسيين هما:

أولاً: ما الذي حققته إسرائيل خلال هذه الأعوام؟ والإجابة في الواقع هي:

1. تمكنت إسرائيل من تكريس وضعها كدولة من دول المنطقة، قوية عسكرياً واقتصادياً، ومُعترفاً بها من معظم دول العالم، ومحمية من الدول الغربية النافذة (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا...) وبالذات من أقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة التي بنت معها علاقة إستراتيجية خاصة، وتُقدم لها كافة أشكال الدعم: العسكري، والاقتصادي، والسياسي، ولا ننسى طبعاً أن الدول الغربية مُجمعة على سياسة غير مُعلنة تقضي بأن تكون إسرائيل متفوقة نوعياً على جميع جيرانها مجتمعين!

2. استطاعت إسرائيل أن تحتل الـ (022%) المتبقية من فلسطين التاريخية (في الضفة الغربية وقطاع غزة) في عام 1967 وهي الآن تمارس نوعاً من "الإبادة الجماعية" (قتل وتهجير وتجويع) في قطاع غزة، كما تمارس مثيله، -وإن بصورة أقل في الضفة الغربية- بعد أن زرعتها بالمستوطنات (أكثر من 750,000 مستوطن)، وبعد أن ضمت إليها القدس الشرقية.

3. تمكّنت من عقد معاهدات سلام مع جارتين مهمتين لها، هما: مصر والأردن، كما تمكّنت من ضرب الجارتين الأخريين: لبنان وسوريا بحيث لا تشكل "دول الطوق" أيّ خطر مستقبلي، منظور عليها.

4. عملت على امتلاك سلاح نووي منذ ستينيات القرن الماضي، بحيث يكون سلاح "ردع" ضد أيّ خطر وجودي يهدد بقاءها كدولة ومجتمع.

ثانياً: ما الذي حققه الفلسطينيون خلال هذه الأعوام؟

1. تمكن عدد غير قليل من الفلسطينيين من البقاء على أرضهم التاريخية (مليونان داخل إسرائيل وخمسة ملايين في الضفة الغربية وقطاع غزة) وهذا العدد من الفلسطينيين يعادل عدد الإسرائيليين في فلسطين، بل ويزيد عليه بعدة ألوف، والواقع أن هذا التوازن الديموغرافي هو إنجاز بحد ذاته، فبقاء الفلسطينيين على أرضهم مسألة غاية في الأهمية في سياق الصراع.

2. قامت حركات مقاومة فلسطينية مسلحة ومهمة بعد نكبة 1948، ولعلّ أهمها حركة المقاومة التي قادتها فتح (تأسست في عام 1965) وحركة المقاومة التي تزعمتها حماس (تأسست في عام 1987)، وإذا كانت الأولى قد نجحت في إقامة "السلطة الوطنية الفلسطينية" بغض النظر عن كل سلبياتها، فإنّ الثانية قد نجحت في ضرب نظرية الردع الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، وإعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام على المستوى العالمي.

3. بقي وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من وطنهم في عام 1948 إلى الأردن، ولبنان، وسوريا على حاله، فهؤلاء لم يستطيعوا العودة إلى وطنهم، وما زال كثيرون منهم يعانون من مرارات اللجوء وما ترتب عليه، أما الفلسطينيون الذين استطاعوا النفاذ إلى دول العالم (كدول الخليج العربي والدول الغربية) فقد تحسنت أحوالهم، وقد يكون أثرى بعضهم، ولكن مشكلة الاقتلاع من الوطن ما زالت تؤرقهم وتؤرق أبناءَهم وأحفادهم.

إنّ من الواضح أن أيّة "جردة حساب" موضوعية وبعيدة عن المشاعر والعواطف تفيد بأنّ إسرائيل ووراءَها الحركة الصهيونية، والدول الغربية هي التي كسبت في مواجهة الشعب الفلسطيني ومن ورائه العرب.

ولكن... هل هذه هي النهاية؟ بالطبع لا، فالشعب الفلسطيني ينافح عن قضيته منذ ما يزيد عن مائة عام وهو بالتأكيد لن يستسلم وذلك فضلاً عن أنه سوف يطور آليات نضاله لاسترجاع حقوقه باستمرار وحسب الظروف والمتغيرات، والأمة العربية - وبرغم حالته السكونية الحالية- لا بدّ أن تصحو على الخطر الإسرائيلي الذي لا يهدد الشعب الفلسطيني فقط، بل يهددها أيضاً، ولا ننسى بالطبع أن الهيمنة الغربية (وبالذات الأمريكية) على العالم، -وهي التي تقدم لإسرائيل مقومات البقاء والاستمرار- لن تظل إلى الأبد.

إنّ المراجعة الموضوعية لظروف الصراع وتطوراته ضرورية، ولكن الإيمان بعدالة القضية، والأخذ بأسباب القوة، والتوعية بأساليب النضال المتنوعة والفعالة هي التي سوف تؤدي إلى النصر المؤكد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :