نحتفل في جامعة آل البيت، كما يحتفل الأردنيون جميعاً ، بذكرى عزيزة على قلوبنا، ذكرى الاستقلال المجيد ؛ الاستقلال الذي لم يكن لحظة عابرة في التاريخ، بل محطة مفصلية شكّلت بداية لمسيرة بناء وعطاء، تروي حكاية وطنٍ شقّ طريقه بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين.

فالاستقلال المبارك يعني لنا في الجامعة الفخر والاعتزاز، والإنجاز، والأصالة، والحداثة، والتطوير، والبناء، والتعزيز؛ كلها معاني وطنية راسخة، تحكي قصة مشروع وطني نهض به الهاشميون، بإرادة لا تعرف المستحيل، وعزم وشجاعة لا تكلّ، وساهم في تشييده أردنيون من شتى الأصول والمنابت، وحافظوا عليه بتفانٍ وانتماء وولاء، والتفاف صادق حول القيادة الهاشمية المظفرة، التي قادت الوطن برؤية منفتحة وراسخة، جعلت من التعليم العالي ركيزة أساسية في تقدم الأردن ونهضته.

ومع حلول الذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، ومع دخول الأردن مئويته الثانية، تستذكر جامعة آل البيت ما تحقق من منجزات على مدى العقود، وما تسعى إليه اليوم من مواصلة السير على ذات الدرب، مستلهمة من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، نهجاً أردنياً واضحاً لبناء المستقبل المنشود، يقف إلى جانبه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ببصيرته الثاقبة، وإيمانه العميق بأن الشباب هم عماد الغد وأمل الوطن.

نصوغ اليوم المستقبل بـ ٧٩ شعلة مضيئة، وراية علم وطنية خفاقة نرفعها معاً ، ونحافظ عليها عالية بإذن الله، وفاءاً لصانع الاستقلال، ولجهود معزز الإنجاز، وإيماناً بأن الطريق إلى المستقبل لا يُبنى إلا بجهود لا تعرف الكلل، وسعي دائم نحو الأفضل.

وما كان للاستقلال أن يظل حياً في وجداننا ، لولا أنه أصبح البوصلة التي ترشدنا إلى حماية مؤسساتنا التعليمية ومنجزات الدولة، وصون موروث التعليم العالي الوطني، وتمكين الإنسان الأردني في كل ميدان.

ومن حسن الطالع، أن تتزامن هذه الذكرى العظيمة مع سلسلة من الإنجازات النوعية التي حققتها جامعتنا العزيزة – جامعة آل البيت – سواء بحصولها على مراكز متقدمة في تصنيفات عربية ودولية، أو فوزها بجوائز علمية مرموقة محلياً وعالمياً، أو من خلال عقدها مؤتمرات دولية تسعى لإيجاد حلول مبتكرة لقضايا العصر، إذ رافق ذلك تطور ملحوظ في بنيتها التحتية والأكاديمية والإدارية، ما يترجم خططها الطموحة في التحديث والتطوير، ضمن نهج مؤسسي مدروس.

وفي ختام هذا الاحتفاء المجيد، نستذكر في جامعة آل البيت "الاستقلال" لا كذكرى فقط، بل كمنهج حياة، نغرس قيمهِ في نفوس طلبتنا، نعلّمهم التفكير النقدي الإيجابي، وتكوين الرأي بحرية، والابتكار بروح ريادية، والتسامح وقبول الآخر، لنعبُر معهم جسر المستقبل، بخطى واثقة نحو نهضة وطنية شاملة، ثقافية وتعليمية، تُجسّد روح الاستقلال، وتُبقي رايته مرفوعة للأبد.