بداية لابد من تعريف مفهوم الوعي، وهو الذي يشير إلى الإدراك والفهم الصحيح والعميق للذات وللعالم من حولنا، والقدرة على التفكير النقدي وفهم وتحليل الأحداث السياسية والاجتماعية، بحيث يكون هذا الوعي مميزا للإنسان المسؤول عن غيره، القادر على اتخاذ قراراته بناء على فهم ومعرفة، وليس على جهل. أما الانتماء، فهو الذي يعكس مدى علاقة هذا الإنسان الواعي بوطنه ومجتمعه وارتباطه به، وبما تحمل هذه العلاقة من شعور بالمسؤولية ومشاعر الولاء.
وهنا يمكننا اعتبار أن الوعي عاملا أساسيا في عملية التغيير، بحيث يتمكن كل فرد في المجتمع من ممارسة دوره في البناء والتطوير، والمساهمة للوصول إلى حالة منشودة تتميز بالافضل والامثل، وهنا يكون الانتماء شعورا عميقا، واحساسا بالجذور والهوية، التي تبدأ من الأسرة والمدرسة والوطن، وهنا يكون الانتماء فعلا وعملا وليس قولا فقط، ويبدأ الإنسان المنتمي لوطنه وقيمه ومبادئه، بالالتزام بالقوانين واحترامها والدفاع عنها.
كما أن الإنتماء الناجم عن الوعي الحقيقي والفهم الصحيح، يمنع اي إنسان، عن التعصب والانغلاق، ويصنع المواطنة الحقة، ويعزز قيم العيش المشترك والتقدم، فكلما زاد وعي المواطن كلما أصبح انتماؤه أكثر نضجا وقادرا على المساهمة في البناء، ومواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والتغيرات التي تحدث في عالمنا في هذا الوقت، والصراعات التي تؤثر فينا ، وربما تعيق قدرتنا هلى تماسكنا والمحافظة على وحدتنا، فحين يفتقر أفراد المجتمع للوعي فإنهم لن يمتلكوا الانتماء، ولن يكونوا قادرين على مواجهة التحديات بكافة أشكالها واصنافها.
وفي الختام، فإن عملية بناء الإنسان الواعي والمدرك لمسؤولياته تجاه ذاته ووطنه، تقع على الأسرة ومؤسسات التعليم الأكاديمي والمراكز الشبابية التي تعنى بالجوانب الثقافية والسياسية، ووسائل الإعلام المختلفة، التي تعزز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وهذا هو ما تقوم به هذه الجهات في أردننا الحبيب، ومنذ تأسيسه دوما على تعزيز مفهوم المواطنة الحقة، عبر نشر الوعي العميق لمفهوم الانتماء للهوية الأردنية، وعبر احترام أجهزة الدولة لقيمة الانسان الأردني الذي يعتز بوطنه وينتمي له ويرتبط بهويته.
فالوعي نور والانتماء جذور.
Email:satadi@psut.edu.jo
الرد على تعليق