facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين تُصبح الرياضة مشروع دولة


الدكتور رائد قاقيش
10-06-2025 01:42 PM

* استثمار وطني في الإنسان.. وبوابة الأردن إلى العالم

في لحظة مفصلية تعيشها الرياضة الأردنية، ومع تألق عدد من نجومنا الشباب على الساحات الإقليمية والدولية، تبرز الحاجة اليوم إلى إعادة تعريف موقع الرياضة في أولويات الدولة الأردنية. فلطالما كانت الرياضة جزءًا من النسيج الاجتماعي، لكنها اليوم أمام فرصة لتكون مشروع دولة، لا مجرد نشاط ثانوي.

إن ما نشهده من دعم غير محدود من القيادة الهاشمية الحبيبة، ومن الأسرة الأردنية الواحدة، يعكس إيمانًا عميقًا بأن الرياضة ليست فقط وسيلة للترفيه، بل أداة لبناء الإنسان، وصياغة الهوية الوطنية، وتعزيز صورة الأردن عالميًا. ومع ذلك، لا تزال بعض التحديات قائمة، خاصة في مدارس القطاع العام، حيث ما تزال حصص الرياضة تُعامل كترف، بينما هي في الحقيقة ضرورة تربوية وتنموية.

من هنا، يجب إعادة النظر في مكانة الرياضة داخل مناهجنا التعليمية، وتخصيص ميزانيات واضحة ومستدامة لدعم الأندية الرياضية المحلية. فبناء الإنسان المتوازن، الصحي والطموح، يبدأ من المدرسة وينضج في النادي، ويثمر في البطولات.

يواكب هذه الدعوة واقعٌ مشرف لنجوم أردنيين أعادوا الثقة لجمهورهم وأثبتوا أن لدينا من الطاقات ما يمكن البناء عليه. نذكر منهم: موسى التعمري، إحسان حداد، يزن العرب، علي علوان، ويزن النعيمات. هم جيلٌ من اللاعبين الذين يعيدون تعريف الحلم الرياضي الأردني على أرضيةٍ من العزيمة والتألق.

ولأننا نتحدث عن الرياضة كمشروع وطني، لا بد من توسيع النظرة لتشمل كافة الألعاب. كرة القدم هي العنوان الأبرز لما تحققه من جماهيرية، لكن إلى جانبها، هناك الكراتيه، كرة السلة، كرة اليد، وغيرها من الألعاب التي تحتاج إلى مزيد من الدعم. كما أن رياضات الدفاع عن النفس، مثل الجوجيتسو والتايكواندو، تُعد ميادين تألق فيها الأردنيون عالميًا، وحققوا فيها ميداليات ومراكز متقدمة تستحق الاحتفاء والرعاية.

في هذا السياق، تستدعي الذاكرة نماذج عالمية مثل محمد علي كلاي الذي تجاوز تأثيره حدود الحلبة، وكريستيانو رونالدو، ليونيل ميسي، وبيليه الذين أصبحت أسماؤهم مرادفة لبلادهم. فهل يمكن للرياضة أن تكون كذلك بالنسبة للأردن؟ نعم، بل ويجب.

يمكننا أن ننظر لتجارب مثل البرازيل وجنوب إفريقيا، حيث تحولت الرياضة إلى هوية وطنية، ومحرك سياحي، وأداة لتعزيز سمعة الدول عالميًا. الأردن ليس أقل من ذلك. وإذا كنا نمتلك العزيمة، والقيادة الداعمة، والشباب الموهوب، فما الذي يمنعنا من بناء استراتيجية وطنية تجعل من الرياضة مسارًا تنمويًا حقيقيًا؟

الرياضة اليوم ليست فقط للتسلية أو العرض، بل هي لغة، ورسالة، وقطاع استثماري وتنموي متكامل. فإما أن نغتنم لحظة التألق التي نعيشها لنؤسس لنهضة رياضية شاملة، أو نبقى نراوح مكاننا في اجترار المبادرات الفردية.

الاختيار واضح، والفرصة لا تُهدر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :