يا شعلةَ العلم، أنيري سماءَنا، واشهدْ يا تاريخُ، هذا زمانُنا.

نحن أبناءُ الجدِّ والاجتهاد، لا نبرحُ حتى نبلغَ المجدَ ونُحقّقَ المقامَ الذي نطمحُ إليه.

حملنا راياتِ الأردنِّ شرفًا، وسمَونا بها نحو عنانِ السماء؛ فهذا مبتغانا.

فشمسُ بلادي كانت ولا تزالُ منارةً تهدي الأمم؛ فالعلمُ هو السبيل، وبه ترتقي الشعوب.

وها هي مملكتُنا الأردنية الهاشمية العزيزة، تتربّعُ على عرشِ الرقي، وتواكبُ التقدّم، وتكتبُ صفحاتِ المجدِ والفرح، واحدةً تلو الأخرى.

يشهدُ أردنُنا العزيز إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سلسلة إنجازاته المشرّفة، بفضلِ الجهدِ والعملِ الدؤوب.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى ما حقّقته الجامعة الأردنية برئاسة معالي الدكتور نذير عبيدات، إذ يُعدّ نقلةً نوعيةً وإنجازًا غير مسبوق؛ فقد ارتقت الجامعة، وخلال عامٍ واحد، من المرتبة 498 إلى المرتبة 368 عالميًا، من بين أكثر من 40,000 جامعة حول العالم. كما حصلت هذا العام أيضًا على المرتبة 284 في تصنيف UNRANKS "جامعة النخبة" ضمن جامعات النخبة "5 نجوم بلاتينيوم"، لتحتلّ المرتبة الخامسة عربيًا.

وإنّ هذا التقدّم لم يكن من باب المصادفة، بل كان ثمرةَ تخطيطٍ واعٍ، وجهدٍ متواصل، وإرادةٍ لا تلين، وأبحاثٍ ومشاريعَ لا تقفُ عند حدّ، ولا يعرف معدّوها والقائمون عليها من العلماء والأستاذة، الكللَ أو الملل.

إنّ العلمَ هو نبضُ الشعوب، وسُلّمُ الأمم نحو مستقبلٍ مشرقٍ تتوارثه الأجيالُ جيلًا بعد جيل.

ومن هذا المنطلق، وامتثالًا لقول الله تعالى:
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

سارت الجامعة الأردنية - بخطى ثابتة، بسواعد أبنائها، من الرئيس وكادره الأكاديمي المتمثّل بنخبةٍ مميّزة من الأساتذة والدكاترة الأفاضل، ناهيك عن الفريق الإداري والفني - نحو التميّز والعالمية، عبر دعم البحث العلمي، ونشر المعرفة، والتأكيد على أنّ الأردن وطنٌ ينهض بالعلم ويُعلي من شأنه.

هذا الإنجازُ يستحقّ أن يُقدَّر ويُكرَّم، لأنّ من يصنع الأضواء بحق، فإنّ من الوفاء أن تُسلّط عليه هذه الأضواء، فلكلّ مجتهدٍ نصيب، وما هذا التقدير والتكريم إلا لبنةٌ تُضاف إلى صرحِ المجد، ورسالةٌ يُبنى عليها مستقبلٌ أكثر إشراقًا لأجيالنا القادمة.

وفي الختام ؛ إنّ الجامعة الأردنية لم تكن يومًا مجرّدَ مؤسسةٍ تعليمية، بل كانت وستظلّ رمزًا للعلم والعمل والعطاء؛ ومن يُكرّمها، إنما يُكرّم وطنًا بأكمله.

فهي الأردن.. ونحنُ هي.


*عضو المجلس الإستشاري لكلية الآداب بالجامعة الاردنية