دأب الأردنيون خلال الأعوام الماضية على التصدي للمسيرات المحملة بالمخدرات والمتفجرات والأسلحة في الأجواء الأردنية ، والتي كانت تستهدف نقل حمولتها إلى الداخل الأردني أو إلى دول الجوار العربي ، وكان الأردن يحظى بدعم القريب والبعيد شعبيا ورسميا في التصدي لها، وفي عمله النبيل هذا.
اليوم ومع انطلاق شرارة الحرب الإيرانية الإسرائيلية يطلب البعض من الأردن تغيير قواعد الاشتباك، وافتراض حسن النوايا في التعامل مع الطائرات والمسيرات والصواريخ وعدم التصدي لهذه الاجسام الطائرة لان غاياتها كما يراها البعض اصبحت نبيلة.
فالذين يكذبون على أنفسهم من الأقربين والأبعدين يعلمون يقينا أن من كان يستهدف الأردن والمنطقة العربية عموما بسوء نية، ويرسل المخدرات والمتفجرات، والاسلحة هو ذاته، رغم اختلاف منطقة الإرسال فقط مرة يرسل من الشمال، ومرة من الشرق، ومرة من الغرب، فالصانع واحد، والهدف واحد، والمرسل واحد، إلا اذا أردنا أن نضع رؤوسنا في الرمال، ونكذب على أنفسنا ونقول أن رعاع الحوثيين، او الحشد الشعب، او ..... قادرون على صنع مسيرات فرط صوتية وصواريخ، وغواصات، وعلى شاكلتهم ايضا تجار المخدرات في الفرقة الرابعة السورية على الحدود الأردنية الذين اغرقوا البلاد والعباد بالسموم والاسلحة، وتحت ذات الراية ونفس المصدر.
لنكن صادقين مع أنفسنا ،ومع واقعنا ونسمي الأشياء باسمائها، فالصديق أو العدو _ سمه كما تشاء _الذي كان يصنع كل شيء، ويستهدف أمننا ، ويهدد أمن الأمة من شرقها إلى غربها هو إيران، ولا يغير من هذه الصورة التي لا يجادل فيها إلا مجامل أن إيران اليوم في حالة اشتباك مع دولة الاحتلال، لان من صنع كل المليشيات العربية، وصنع لها كل المتفجرات، وكل المسيرات والصواريخ والمخدرات هو إيران ، وكاذب من يحاول تجميل الصورة على ضوء المستجدات ، فاذا كانت ايران اليوم تشتبك مع دولة الاحتلال فطالما كان الاشتباك مع أبرياء الشعوب العربية والذين فاقت ضحاياهم على يد ايران اربعة ملايين انسان.
الجيش الأردني اليوم، وكما اعتاد دائما مطالب بالتصدي لكل جسم غريب يحوم في سماء الوطن، وهو غير مطالب، ولا وقت لديه للتريث لمعرفة وجهة هذا الجسم أو نوعه، أو حمولته، او حسن نيته.