facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل بعد المنازلة الكبرى في إيران


حسين بني هاني
19-06-2025 02:42 PM

عقل الدولة في تل ابيب، لاينفك دوماً عن البحث عن كبش فداء في المنطقة كلما اختفى واحدٌ منها، لإدامة جهوزية إسرائيل العسكرية وضمان دعم الغرب لها، وتبرير توسعها وبسط سيطرتها على المنطقة، لاستكمال المشروع الاسرائيلي فيها ، والحجة هي الدفاع عن أمن إسرائيل.

الحشد العسكري الذي تعدّ له واشنطن اليوم ضدّ إيران، فوق الذي تقوم به تل أبيب، يذكّرنا بذاك الذي قامت به ادارة جمهورية سابقة، ضد العراق بحجة امتلاكها أسلحة دمار شامل، ثبت أنها كانت كذبة كبرى، ورغم أن المسألة لدى ايران مختلفة، إلا أن الحجة هي ذاتها، التي تسوقها إسرائيل وواشنطن، لتبرير الاجهاز على أي قوة في المنطقة، من شأنها ان تؤثر على تفوّق إسرائيل، ولو بعد مئة عام، وهو امرٌ يخدم الطرفين الغرب وإسرائيل.

إختراع محور شرٍ في العقيدة السياسة الاسرائيلية ضرورة لابد منها، تبدأ بردعٍ أمني مدعوم من الغرب، وتنتهي عادة بتحقيق مكاسب سياسية، للانتقال بالمشروع الاسرائيلي إلى مرحلة اخرى. لا يحتاج الأمر إلى كثير من التحليل العميق، للوصول إلى هذه النتيجة، لان نظرةٌ سريعة لتطورات الوضع في المنطقة منذ نشوء إسرائيل، يعطي دليلا قاطعا على أن قافلة إسرائيل السياسية، تسير وفق وجهتها المعدة سلفاً منذ تأسيسها في المنطقة، وبحماية غربية واضحة. الغرب الاوروبي الذي غادر المنطقة، طوعاً أو كرهاً وقبل أن تتسلّم قيادته واشنطن نيابة عنها، واضح أنه كان لا يثق لا بأصدقائه ولا بحلفائه في المنطقة، ولا حتى بقدرة قواعده العسكريّة فيها، للحفاظ على مصالحة، وكان يدرك أن حماية وضمان مكانته فيها، تأتي من خلال وجود قوة عسكريّة أخرى قادرة، تقوم بالنيابة عنه بتنفيذ المهمة.

إذا أجهزت إسرائيل وواشنطن، على ما تبقى من قوة لدى طهران، بعد تقليم معظم أظافرها في المنطقة، فأظن أن الخطوة التالية، سيكون حضورها المسلّح في العراق، بتنظيماته المختلفة، لكي تتفرّغ إسرائيل للمسألة الهامة بالنسبة لها، وهو الحضور الفلسطيني الضاغط عليها في الساحة الدولية، أظن أنّ إسرائيل لن تضيّع لحظة في ولاية ترامب الجديدة، لكي تتخلص مرة واحدة وإلى الأبد، من هذه المسألة كيفما كان، وكيفما اتفق، والتي يعلم قادة إسرائيل، يمينهم ويسارهم، أن هذه هي اللحظة التاريخيّة التي لاحت لهم لتحقيق حلمهم، والتي ربما لن تتكرر مرة أخرى، والتي يجب اغتنامها لجعل فلسطين دولة يهودية خالصة لهم، وإعلان إسرائيل بالتالي دولة شرق أوسطية، تضمن امنها واستقرارها وأمن مصالح الغرب فيها عموما.

لم يعد الغرب خاصة دول اوروبا الكبرى ومعها واشنطن، في ظل الأزمة المشتعلة بين ايران وإسرائيل، يداري مواقفه ويغلّفها بلغة دبلوماسية، بعد أن قالت دول السبع في مؤتمرها الاخير، أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، وكأن ايران هي البادئة في العدوان على إسرائيل، هذا مؤشر جديد وواضح على النظرة المستقبلية الغربية للمنطقة لمن يريد أن يفهم أو يعتبر، حتى لا تبقى المنطقة نائمة في عسل الوعود الغربية وخاصة الامريكية منها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :