facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليلة القبض على ايران وإسرائيل


حسين بني هاني
24-06-2025 06:43 PM

سياسياً، ربما يكون هذا العنوان صحيحاً، وله من إسمه نصيب، بعدما احدثته الآلة العسكرية بين الطرفين، من خسائر مادية ومعنوية وبشرية كبيرة، خاصة على إسرائيل هذه المرّة، بوصفها دولة لم تتعوّد على مثل هذه الخسائر ، وتركت اثرها البالغ على البلدين.

تصريحات قادة ايران الشعبوية القديمة والحديثة، ضد واشنطن وتل أبيب، أعادت إلى الذاكرة، قبل هجوم إسرائيل المدمّر عليها، تلك التي كان يطلقها عبد الناصر، قبل حرب حزيران عام سبعة وستين من القرن الماضي. ما وقع في ايران مؤخراً، هو نتيجة حتمية بعد سنوات طويلة من عمل الموساد الاحترافي، داخل عموم إيران، عندما كان قادتها الواثقون بقدرتهم ونشوتهم المذهبية، ينعمون بما حققوه من إنجازات سياسية طائفية في الساحة العربية، تاركين إسرائيل تعبث بداخلهم ، متكئين على ارائك حرير مشروعهم النووي ، وهو ما اسفر عن هذه النتيجة المثيرة وغير المتوقعة ، بالنسبة لكل الذين راهنوا على المشروع الايراني، لإحداث التوازن الاستراتيجي في المنطقة ، عندما نجحت إسرائيل مدعومة من واشنطن ، بإستغلال كل محاولات طهران لتثبيت اقدامها في عواصم عربية ، اعتقاداً منها بأن مشاغلة حلفائها لاسرائيل ، في تلك العواصم ، من شأنه أن يمنحها الفرصة الكافية ، لترسيم نفوذها وإبعاد إسرائيل وواشنطن عن إستهداف مشروعها النووي . هذا لايعني أن إسرائيل لم يلحق بها الاذى ، وانها خرجت من المعركه منتصرة بصورة مطلقة.

سهولة الاختراق الاسرائيلي للعمق الايراني ، دلّ على هشاشة نظام الملالي الأمني ، الذي ركّز اهتمامه على تصدير الثورة ، ودعم حكم المذهب ، عوض بناء علاقات متوازنة مع محيطها العربي ، تلك مفارقة أمنية عميقة ، لن يغفرها الشعب الايراني المتعدد الأعراق للمسؤولين فيها ، عندما تحين فرصتهم ، التي ستبقى تعمل تل أبيب وواشنطن عليها بصورة حثيثة بعد انتهاء الحرب ، كما لن يتسامح معها يمين إسرائيل ويساره ، بعد أن نالت آلة الحرب هذه ، ولأول مرةٍ من الداخل الاسرائيلي ، الذي تعوّد على نقل نتائج حروب إسرائيل ، إلى ساحات بعيدة عنه، وهو أمر سيحدث التغيّر الاستراتيجي الواضح بالنسبة لاسرائيل ، بعد أن تبيّن انكشاف عمقها ، وفشل قبّتها الحديدية ، ناهيك عمّا ساعدت به القواعد العسكرية الغربية ، في منع الصواريخ الإيرانية من النّيلِ منها ، رغم نجاحها النسبي في الإجهاز على المشروع النووي.

أظن أن المواجهة الأخيرة في المنطقة ، ستفضي إلى مراجعة سياسية كبرى، ستجري بموجبها استحقاقات في كلٍ من إيران وإسرائيل وربما فلسطين، بعد وقف القتال، إستحقاقاتٌ سيتحدد بموجبها مستقبل واستقرار الشرق الأوسط برمته ، لا استبعد وفقه أن تدفع إسرائيل مضطرة حصتها السياسية منه هذه المرّة ، بعد أن ثبت لديها في هذه المعركة رغم بعدها الجغرافي، أن السلاح وحده لن يحقق لها الأمن ، في وقت اكتشفت فيه طهران ، بعد أن غاب عن قادتها يقين السياسة ، أنها دولة مستهدفة ، ليس من إسرائيل وحسب ، وإنما من اذرع جميع دول الغرب ، الذي لديه مصالح كبيرة في المنطقة ، مصالح لن يسمح وفقها لإيران او غيرها ، المسّ بها ، ولا بأي صورة من الصور ، وبصرف النظر عن وجود إسرائيل من عدمه فيها.

هذه لحظة تاريخيّة فارقة ، تعرف دول المنطقة أن لها ثمنٌ باهض، يجب أن يدفع ،وبات على كل الأطراف أن يمتثلوا له رغم كلفته السياسية ، إذا أرادت واشنطن ومعها الغرب ، أن تحقق الاستقرار في الشرق الأوسط ، واحدٌ في غزة يخصّ القضية الفلسطينية ، تُقدِّمه إسرائيل وربما اطرافٌ أخرى أيضا ، وآخر في طهران ، يخصّ مشروعها النووي والصاروخي ، تقدّمه إيران ، إذا نجح وقف إطلاق النار وعادت طهران وواشنطن إلى مائدة المفاوضات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :