تُعد السياحة في الأردن أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، لما يزخر به من تنوع جغرافي وثقافي وتاريخي، من البترا إلى وادي رم، ومن البحر الميت إلى العقبة، ومن عجلون إلى أم قيس، حيث تلتقي الحضارات في بلد يمثل نموذجاً فريداً للسياحة الثقافية والبيئية والدينية.

وفي هذا الإطار، جاءت زيارة معالي الدكتور فارس البريزات، رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا، إلى منظمة السياحة العالمية في مدريد، كخطوة استراتيجية مهمة في سبيل تعزيز التعاون الدولي، ومواجهة التحديات التي أثرت على القطاع السياحي، وعلى رأسها انخفاض عدد زوار البترا بنسبة ٧٤٪ خلال عام ٢٠٢٤. هذه الزيارة تُظهر التزام القيادة الأردنية في القطاع السياحي باستعادة الدور الريادي للأردن كمقصد عالمي.

وهنا، لا بد من توجيه الشكر والتقدير للدكتور فارس البريزات على جهوده المستمرة في تطوير السياحة الأردنية، وبشكل خاص في منطقة البترا، التي تُعد جوهرة الإرث الإنساني وواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة. لقد عمل الدكتور البريزات برؤية استراتيجية وعمل ميداني دؤوب على تعزيز مكانة البترا دوليًا، والسعي لجعلها قبلة سياحية من مختلف دول العالم. ومن هنا، فإن دعم نشاطات السلطة وتمكينها أمر أساسي لاستدامة التنمية السياحية في المنطقة.

وفي هذا السياق الوطني الجامع، لا بد من الإشادة بدور صاحب السمو ولي العهد الأمير الحسين، الذي يُولي قطاع السياحة والتراث الثقافي اهتمامًا خاصًا، تجلى مؤخرًا في زيارته الرسمية إلى اليابان، حيث افتتح المعرض الأردني للتراث، مبرزًا جماليات الثقافة الأردنية وأصالة الموروث الوطني أمام جمهور عالمي. اذ تعكس هذه المبادرة رؤية سموه في تعزيز الحضور الأردني على الساحة الدولية، وتأكيده الدائم على أهمية الاستثمار في الإرث الثقافي كوسيلة للتفاهم بين الشعوب وتعزيز السياحة المستدامة.

و في هذه المناسبة لا يسعني باسمي و باسم كافة افراد العائلة ان نرفع لصاحب السمو الامير الحسين اسمى آيات التهاني والتبريك بمناسبة عيد ميلاده الواحد والثلاثين.

اطال الله في عمر سموه ومتعه بموفور الصحة والعافية في ظل صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين و الملك رانيا العبد الله حفظهم الله.

كما نُثمن عاليًا دور سمو الأميرة دانا فراس، رئيسة الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، التي لعبت دورًا رائدًا في حماية التراث الثقافي وتعزيزه محليًا وعالميًا. لقد ساهمت سموها من خلال مبادرات نوعية في صون الإرث الحضاري للبترا، وتعزيز وعي المجتمعات المحلية بأهمية التراث في دعم السياحة المستدامة، ما يُشكّل ركيزة أساسية في بناء تجربة سياحية متكاملة تعكس عمق وقيمة المكان.

ولا يمكن الحديث عن الجهود الأردنية في الساحة السياحية العالمية دون الإشادة بالدور الريادي لمعالي الدكتور طالب الرفاعي، الذي ترك بصمة مميزة خلال توليه منصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، وأسهم في تعزيز مكانة الأردن دوليًا والدفع بأجندة السياحة المستدامة على المستوى العالمي. حيث تشرفت باستقباله في طشقند عام ٢٠١٢ عندما كنت سفيرا هناك، و كذلك في باكو عام ٢٠١٧ حيث شاركنا في مؤتمر دولي حول السياحة تحت رعاية الرئيس الهام علييف رئيس أذربيجان.

إن توحيد الجهود بين الجهات الرسمية، والمجتمع المحلي، والمبادرات الفردية والمؤسساتية، إلى جانب الشراكات الدولية، هو السبيل للنهوض بالسياحة الأردنية وترسيخ مكانتها على الخارطة العالمية، بما يحقق التنمية الشاملة ويعكس الوجه الحضاري المشرق للأردن أمام العالم.و قد اشرت للدور الرائد في هذا المجال لكل من وزارة السياحة والاثار ممثلة بمعالي وزيرة السياحة السيدة لينا عناب، وهيئة تنشيط السياحة ممثلة بعطوفة الدكتور عبد الرزاق عربيات ( مقالي المنشور في عمون الغراء بعنوانك: السياحة الأردنية في وجه التحديات الإقليمية تاريخ ١٩/٦/٢٠٢٥.