facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواطنه والكفاءة في دول عالميه تقدمت (١)


أ.د. مصطفى محمد عيروط
29-06-2025 09:51 AM

أتابع وأقرأ عن أثر ترسيخ المواطنة في دول عالمية تقدّمت بفضل مفهوم المواطنة، والتي تعني – كما تابعت – أنها علاقة قانونية، وسياسية، واجتماعية تربط الفرد بالدولة.
تقوم هذه العلاقة على أساس الحقوق التي يتمتع بها المواطن، والواجبات التي يلتزم بها تجاه دولته ومجتمعه.
فمكوّنات المواطنة هي: الانتماء والولاء للدولة وثقافتها وهويتها، والحقوق – من مدنية، مثل حرية التعبير، والحركة، والدين، وسياسية مثل التصويت والترشيح والمشاركة، واقتصادية واجتماعية مثل التعليم، والصحة، والعمل – مقابل واجبات كاحترام القوانين، ودفع الضرائب، والمشاركة في تنمية المجتمع.

أي أن المواطن الحقيقي يجب أن يكون فاعلًا في الحياة العامة، لا متلقّيًا فقط، فالمواطنة ليست مجرد وثيقة جنسية، بل هي سلوك، وانتماء، ومسؤولية، وهي الميزان بين ما للمواطن من حقوق وما عليه من واجبات.

ومن خلال متابعتي وقراءتي لأثر المواطنة، لاحظت أن هناك مواطنين من أصول عربية وغير عربية في دول غربية حققوا نجاحات كبرى في السياسة والإدارة، بفضل القوانين التي تكفل المساواة وتكافؤ الفرص، وبيئات تحترم التعدد الثقافي والديني، ونظام مواطنة يقوم على الحقوق والواجبات، دون النظر إلى الأصل أو العرق أو الدين.

فقد قرأت عن عدد كبير من المسؤولين العرب أو من أصول مهاجرة وصلوا إلى مراكز عليا في دول الغرب، بفضل ما تتيحه المواطنة الفعلية في تلك الدول من تكافؤ فرص وحق المشاركة السياسية والاجتماعية. ومن أبرز الأمثلة:

في الولايات المتحدة الأمريكية:
باراك أوباما (أصول أفريقية):
أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية (2009–2017). نشأ في بيئة متعددة الثقافات، واستفاد من نظام تعليم ومواطنة يتيح التقدم بغض النظر عن الأصل.

رشيدة طليب (من أصل فلسطيني):
أول امرأة مسلمة عربية تُنتخب لعضوية الكونغرس الأمريكي. ولدت في ديترويت لأبوين فلسطينيين مهاجرين.

إلهان عمر (من أصل صومالي):
أول امرأة محجبة في الكونغرس الأمريكي. وصلت إلى أمريكا لاجئة، وأصبحت رمزًا للاندماج والمواطنة الفعالة.

في كندا:
أحمد حسين (من أصل صومالي):
وزير الهجرة والجنسية ثم وزير التنمية الاجتماعية. جاء لاجئًا، وبرز في العمل العام.

مريم منصف (من أصل أفغاني):
أول مسلمة محجبة تدخل البرلمان الكندي، وشغلت مناصب وزارية، منها وزيرة المرأة.

في فرنسا:
نجاة فالو بلقاسم (من أصل مغربي):
وزيرة التعليم السابقة في فرنسا. وُلدت في المغرب وانتقلت طفلة إلى فرنسا، وأصبحت رمزًا للاندماج.

راما ياد (من أصل سنغالي):
وزيرة سابقة لحقوق الإنسان، دافعت عن حقوق الأقليات والمساواة.

في بريطانيا:
ساجد جاويد (من أصل باكستاني):
شغل منصب وزير الداخلية والمالية. نجل سائق حافلة مهاجر، وهو مثال على تكافؤ الفرص.

ناظم الزهاوي (من أصل عراقي):
تولّى عدة مناصب، منها وزير التعليم ووزير اللقاحات أثناء جائحة كورونا.

في ألمانيا:
عايجان أوزغوز (من أصل تركي):
نائبة في البرلمان وشغلت مناصب وزارية، واهتمت بملفات الاندماج وحقوق الأقليات.

في السويد:
عائشة قريشي (من أصول فلسطينية):
نائبة في البرلمان السويدي، وعضو في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، تدافع عن حقوق المرأة والمهاجرين.

ياسمين ميرزا (من أصول عراقية):
عضوة في مجلس بلدية ستوكهولم، وناشطة في مجال التعليم وحقوق اللاجئين.

أحمد أبو زيد (من أصل سوري):
خبير ومستشار في قضايا الاندماج ومناهضة التمييز، وساهم في تطوير سياسات دمج اللاجئين.

في النرويج:
هدى فضة (من أصل عراقي):
سياسية وعضو في مجلس بلدية أوسلو، وناشطة في الدفاع عن حقوق النساء والأقليات.

مها عبدالفتاح (من أصول فلسطينية):
سياسية واجتماعية، تمثل الشباب المهاجرين وتدعم برامج الاندماج.

علي محمد (من أصل صومالي/عربي):
عضو في البرلمان المحلي، يعمل على تطوير سياسات الإسكان والتعليم.

السويد والنرويج: نماذج لدول تدعم المواطنة الفعلية:
تعليم مجاني وعادل.

حرية تنظيم الأحزاب والنقابات.

قوانين صارمة ضد التمييز والعنصرية.

دعم لاندماج المهاجرين.

تكافؤ حقيقي في الفرص.

العرب الذين نجحوا في هذه الدول، غالبًا:

أتقنوا اللغة.

اندمجوا في المجتمع.

شاركوا في السياسة المحلية مبكرًا.

النتيجة:
المواطنون العرب في السويد والنرويج تمكّنوا من تحقيق نجاحات سياسية واجتماعية كبيرة، لأن المواطنة هناك تُبنى على الكفاءة والولاء للدولة، لا على الأصل العرقي أو الديني.

وفي رأيي، فإن المواطنة هي الانتماء المطلق – قانونيًا وفعليًا – للفرد إلى الدولة، والولاء لنظامها، وما يترتب عليه من تمتع بالحقوق وأداء الواجبات، في إطار من المساواة، واحترام الدستور والقانون، والمشاركة في الحياة العامة.

إن المواطن والكفاءة من أسباب تقدم دول العالم، ونحن بحاجة إلى ترسيخ هذا المفهوم في مجتمعاتنا كي نصنع مستقبلًا أفضل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :