في مشهدٍ يتجاوز حدود الخداع، تتحوّل صناديق التبرعات من رموز للتكافل الاجتماعي والديني إلى أدوات تمويل خفية تُستخدم في خدمة مشروعٍ سياسي مغلق، تتصدره جماعة الإخوان المسلمين.
لم يعد خافياً أن المال الذي يُجمع من المساجد، ومن جيوب البسطاء بدافع الإيمان، يُعاد توجيهه بأساليب مريبة نحو ماكينة تنظيمية لا تؤمن إلا بالولاء للتنظيم فوق الدولة، وبالمصلحة الفئوية فوق المصلحة الوطنية.
ما يُفترض أنه مال الله للفقراء والمحتاجين، أصبح يُستخدم في طباعة المنشورات، وتأجير القاعات، وتحريك الأتباع، وبناء شبكات التحريض.
لقد احترفت الجماعة دور "تاجر الدين"، تُغلف خطابها بالآيات والشعارات، لكنها تُبيّت أهدافاً لا علاقة لها بالدين، بل تُكرّس الفتنة والانقسام والتشكيك في مؤسسات الدولة.
هكذا يُختطف فعل الخير، ويُباع في سوق التنظيم المغلقة، حيث لا رقابة ولا شفافية، وحيث يتحوّل الدافع الإيماني إلى أداة لتمويل جماعة تُجيد التآمر، وتُخفي نواياها خلف عباءة الدعوة.
أعتقد انه آن الأوان للمحاسبة .