facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"قوى المقاومة" في الإقليم: هل فقدت دورها؟!


أ.د أحمد بطَّاح
09-07-2025 11:29 AM

إنّ مما لا شكّ فيه أنّ انعكاسات أحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من مواجهات إسرائيلية مع "حزب الله" في لبنان، ومع جماعة "أنصار الله" في اليمن، والحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة كان لها تأثير كبير على "قوى المقاومة" في الإقليم ومستقبلها، وبغض النظر عن أن هذه كانت تنتظم في محور واحد جرى تسميته "محور المقاومة والممانعة"، وبغض النظر عن أن الداعم الرئيسي لهذا المحور وراعيه هو جمهورية إيران الإسلامية، فإنّ الحقيقة التي لا يستطيع أن ينكرها أحد أنّ هذه القوى (حماس، حزب الله، أنصار الله، الحشد الشعبي) كانت جماعات مقاومة ضد الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة ومن يدعمها من دول غربية وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية حتى وإن اتفقنا مع البعض على أنّ هذه القوى كانت تخدم المصالح الإيرانية في المحصلة.

ما الذي جرى لهذه القوى كنتيجة لاصطدامها بإسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة بعد السابع من أكتوبر؟

الذي جرى واقعياً هو:

أولاً: خسرت حماس معظم قوتها العسكرية، ومن غير المُتوقع -وبغض النظر عن أيّ اتفاق بينها وبين إسرائيل- أن تعود إلى وضعها السابق كقوة مقاتلة، تستطيع أن تفعل ما فعلته في السابع من أكتوبر، وغني عن القول أنها قبلت بأن تتخلى عن حكم قطاع غزة المنكوب، الأمر الذي يسلبها ليس فقط موقعها السلطوي في القطاع، بل ما يتمخض عن ذلك من قدرة على التجنيد، والتحشيد، وصنع الأسلحة، وتضخيم "خزانها البشري" من أبناء الشعب الفلسطيني.

ثانياً: تضاءَلت قدرة "حزب الله" (الذي كان أقوى جماعة مسلحة على مستوى العالم)، بعد اتفاق 1701 حيث اضطر إلى التراجع خلف نهر الليطاني، وتسليم جميع مواقعه وأسلحته جنوب النهر إلى الجيش اللبناني، والواقع أن الحزب يعيش الآن في معضلة فالجميع (داخلياً وخارجياً) يطالبه بنزع سلاحه وتسليمه إلى الدولة صاحبة الحق "الحصري" في امتلاك السلاح، ولعلّ عدم اشتراكه في صد العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، وتفاعله مع اللجنة اللبنانية التي تشكلت لنزع سلاحه، والضغط الأمريكي الإسرائيلي (بالنار وبالدبلوماسية) سوف يؤدي في النهاية إلى تحجيم دوره العسكري (إن لم نقل إنهاءَه)، وتحويله إلى حزب سياسي يدافع عن مصالح حاضنته الشعبية.

ثالثاً: لقد برهنت جماعة أنصار الله اليمنية على قوة حقيقية اضطرت الولايات المتحدة بكل قوتها وجبروتها العسكري إلى عقد اتفاق "عدم اعتداء" معها، كما أنها برهنت على أنها "عامل إزعاج" حقيقي لإسرائيل، ولكن إذا تذكرنا أنّ حرب "أنصار الله الحوثيين" مع إسرائيل مرهونة بوقف حرب الإبادة التي تشنها على أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، وإذا تذكرنا أنها ظلت الجبهة الوحيدة التي تمارس الفعل المقاوم ضد إسرائيل (بحراً ومن خلال الصواريخ الباليستية والفرط صوتية) فإنّنا يجب أن نستنتج أنّ هذا الفعل مؤقت وأنه سوف ينتهي مع وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وغني عن القول أن الجماعة لم تشارك فعلياً في صد الهجوم الإسرائيلي الأميركي الذي استمر (12) يوماً على إيران.

رابعاً: لم يقم "الحشد الشعبي" في العراق أو من يتحالف معه من فصائل بأيّ دور مهم في الاشتباك مع إسرائيل أو مع الولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر (باستثناءَات محدودة لا تقدم ولا تؤخر)، ومن هنا فإنّ من الواضح أن الحكومة العراقية استطاعت إقناع هذه الفصائل (المنتظمة في الحشد الشعبي) أو المتحالفة معه، أو إرغامها على عدم الانخراط في أية مواجهة وعلى أيّ مستوى مع الإسرائيليين أو الأمريكيين.

إنّ السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: ماذا يعني هذا الوضع؟ هل فقدت هذه القوى على مستوى الإقليم دورها؟. إنّ من الواضح تماماً أنها فقدت هذا الدور إلى درجة كبيرة، وأنها حتى لو أرادت لا تستطيع أن تمارس أيّ دور عسكري مهم ضد أعدائها، ومن هنا فقد يكون عليها أن "تتكيف" مع الأوضاع الجديدة، وتوازنات القوى المُستحدثة، وإن كان هذا لا يعني بالضرورة تنازلها عن دورها النضالي الذي يُفترض أنها نذرت نفسها له.

إنّ النضال من أجل تحقيق الأهداف الكبرى المتصلة بقضايا الشعوب وطموحاتها لا يتوقف، ولا ينحصر في مجال واحد فقط، ومن هنا فإنّ التحدي الحقيقي أمام هذه الجماعات هو أن تجد الوسائل والسُبل النضالية المناسبة التي تتواءَم مع المرحلة ولكنها لا تتناقض مع الغايات الكفاحية الرئيسية التي لا خلاف عليها وعلى تعبيرها عن صالح القضايا التي تدافع عنها.

إنّ دراسة تأملية لحركات المقاومة عبر التاريخ، تنبئ بغير أيّ مجال للشك أنها يجب أن تكون "متكيفة" تزاوج بين السلاح والسياسة، وتقرأ الأوضاع السياسية والعلاقات الدولية بحصافة وحكمة، وتتبنى في ضوء ذلك الطرائق، والاستراتيجيات والمواقف المناسبة، ولنتذكر دائماً أن المهاتما "غاندي" حقق استقلال الهند بإتباع سياسة " اللاعنف"، بينما حقق الشعب الجزائري حريته واستقلاله بعد أن ضحى بأكثر من مليون شهيد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :