عندما تقرأ القرآن بعقلك ستوقِن حتماً أنه كلام إله عظيم لا يستطيعُهُ البشر ولا يقدرون عليه ولو اجتمعوا.

قال تعالى (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت وظَنّ أهلها أنهم قادرون عليها، أتاها أمرُنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغنَ بالأمس كذلك نفصّل الآيات لقومٍ يتفكرون)

في هذه الآيه المعجزه ذكَرَ الله تعالى أنّه سيأتي وقت على الإنسان يعتقد فيه أنّه مَلَكَ الأرض وقَدَرَ عليها، فها هو يتقن الإستمطار ويحّل الشتاء الى صيف والصيف الى شتاء وزرعَ الأجِنّه واستنسَخَها وغَيّرَ في خلقِ الله وغزا الفضاء بعلمِه وصَنَعَ إنساناً آلِيّاً ليستغنى عن الانسان عندها سيتهيّأ له انّهُ بعلومه قد حَكَم واستحكَم وأصبحت الأرض بقبضته ،وبرغم كل ذلك لن يكون قادراً على أن يملِك إرجاع نَفَسِه عندأخذ النّفَس .لن يكون قادراً على استيعاب حركة الأرض وزَلزَلَتِها لن يكون قادراً على وقفِ الأعاصير لن يكون قادراً على ايقاف فيضان يبتلع ويُخفي مدناً بأسرها .لن يكون قادراًعلى فهم الأرض مهما ظنّ أنه مَلَكَها وقَدِرَ عليها .لن تكون هناك بَرَكه ولن يجلب كل ذلك العِلم السعاده للبشريه،بل ستُمتهَن الإنسانيه وسيُحط من قيمتها لأدنى دَرَك.

عندها سيرينا الله آياته وبطرفة عينٍ وانتباهتها يغيّرُ الله من حالٍ إلى حالِ وبحَرفَيّ الكافِ والنون سيرينا قََدرَنا واننا ما نحنُ سوى ذرات تسبح في ملكوت لايعلم فضاؤه إلا من خلق الفضاء.

فعلامَ تستقوِ بعلمك وهو قاصر مهما بلغ؟؟؟

فعلامَ تستقوِ بمُلكِكَ وعَرشِك؟؟

وعلامَ تستقوِ بمنصبك؟؟

وعلامَ تستقوِ بعشيرتك؟؟

وعلام تستقوِ بمالك؟؟

وعلامَ تستقوِ بجمالك؟؟

وعلامَ تستقوِ بتابِعيك ومن يحميك؟؟

فما أنت سوى ذرّه ترى في نفسها جُرماً مضيئاً وهي في حقيقتها حبة رمل ألقِيَت في بحرٍ لُجّيّ.

فاللهم اجعلني أخشاك كأنّي أراك.

واجعلني أرى نفسي بقَدري وحجمي لا كما أراني بعيني.

يا الله ما أصغرني

وما أعظمك.

فضفضات المساء