أسلم الدكتور عبد الرزاق طبيشات روحه إلى بارئها وغني عن القول أن وفاته تشكل خسارة فادحة على المستوى الوطني، ومما لا شك فيه أن غياب الكبار محنة في كل الظروف لكنه في الزمن العروبي الصعب يتعدى الحزن الخاص والألم الشخصي إلى صميم المصير، ذلك أننا نحتاج دائما وأبدا إلى من كانوا مثل فقيدنا الكبير أبا محمد في رجاحة العقل ورحابة الصدر .

عهدنا بالدكتور عبد الرزاق يعود بنا إلى أدراج الطفولة وفي معظم المناصب التي تنقل بينها كنا شهودا على حياته التي انطوت دفتيها على جملة من التجارب الغنية التي كانت الغلبة فيها للعام على الخاص منذ دخل معترك الحياة العامة إلى أن ترجل يوم أمس آمنا مطمئنا مستذكرين كم كان عف اللسان وواسع الحلم ومؤلفا بين القلوب وساعيا في الخير.

لا أكون مغاليا اذا قلت إن امثال فقيد الأردن الكبير المرحوم الدكتور عبد الرزاق طبيشات قليلون، لذلك فالخسارة ثقيلة والخطب بغيابه جلل، واكاد أجزم أن العديد من رجالات الدولة سوف يتكلمون عن حياة ومسيرة هذا الرجل وسنرى من خلال احاديثهم الصفات الفذة التي كان يتحلى بها رحمه الله وفي رأيي أن ابرز صفاته هي المواطنة التي كان يعيشها وينادي لها بحسب ما كان يفهمها مواطنة تعني التعلق بالارض وبالشجر وبتراب الوطن ولعمري إن كل اعماله كانت مرتكزة على هذه القيمة الأصيلة.

رحم الله الدكتور عبد الرزاق طبيشات علما من اعلام الوطن وأحد ابنائه البررة الذين ( جايلوا ) الأردن منذ نشأته حتى صيرورته وطنا للحرية وكرامة الإنسان وناصرا للأمة.