قادني بعض شأني للمرور من امام معهد الأميرة بسمة لتدريب الشرطة النسائية في ضاحية الياسمين في العاصمة عمان وهو المكان الذي قمت بزيارته قبل سنوات مصطحبا معي مجموعة من طالبات جامعة اليرموك ضمن فعاليات برنامج اعرف وطنك وهو عبارة عن
صرح تدريبي من الصروح الشامخة في الوطن، ويعكس الصورة الحضارية والمشرقة للخدمة الأمنية التي يقدمها جهاز الأمن العام للمواطن والمقيم من خلال وجود عنصر نسائي مدرب ومؤهل يسهم في المحافظة على الأعراض والممتلكات ويبرز الدور المهم للفتاة الأردنية بالمشاركة في النهوض برفعة هذا البلد وأمنه.

مروري اخذني للتفكير بجملة المهام والمسؤوليات التي ينهض بها هذا المعهد الذي لا شك انه نال قسطا وافرا من الاهتمام والتطوير ضمن رؤى شمولية ثاقبة ما انفكت مديرية الامن العام تعمل على إنفاذها ترجمة لتوجيهات جلالة الملك واصراره على ان يكون جهاز أمننا العام نموذجا راقيا متقدما ليس في المنطقة فحسب بل على مستوى العالم قاطبة.

لهذا المعهد رسالة ورؤية وتقوم على ادارته والعمل فيه، نخبة من السيدات والانسات من النشميات والفضليات من جهاز الامن العام( ضابطات وافراد) وهؤلاء النسوة اللواتي اخترن شرف الخدمة في جهاز أمن حيوي يؤدين رسالتهن على اكمل وجه بمنتهى الدقة والاحترافية ويقمن على إعداد وتأهيل المستجدات من الاردنيات اعدادا متكاملا من النواحي العسكرية والاكاديمية ولا اغالي اذا قلت الاجتماعية ولعلي أعني بذلك، الحرص الذي يبدينه على شقيقاتهن من المستجدات بالحوار معهن والاستماع إلى وجهات نظرهن بأسلوب راقي يعكس مدى الفهم العميق لحاجة الفتاة التي جاءت لخدمة وطنها وارادت ان تكون جزءا من معادلة الامن الوطني عبر نافذة الامن العام.

لم آتي بما اقول بمحض صدفة، إذ تحدثني إحدى المستجدات المفعمات بالرغبة في الانضمام لمؤسسة الامن العام، عن المستوى المتقدم للمعهد وعن المشاهدات التي وقفت عليها ولامستها في غضون وقت سريع فضلا عن المعاملة التي قوبلت بها وزميلاتها اللواتي يمثلن تجانسا اردنيا زاهيا وتناغما هو شكل فسيسفاء الأردن الجميل من مختلف مناطق المملكة، وغني عن القول أن الانطباع الايجابي الذي تخرج به ( الشرطية) المستجدة من شأنه أن يكون له أثر كبير في مقدرتها على تجاوز كافة صنوف التدريب العسكري والاكاديمي التي ينتهجها المعهد مما يسهم اخيرا في تعظيم وزيادة منسوب انتماء الفتاة الأردنية وتعلقها وجدانيا وعمليا بالجهاز الذي اختارت ( طواعية) ان يكون مسارا لحياتها العملية ولا شيء سواه.

التعريف بمؤسساتنا الوطنية هو واجب اخلاقي والتزام ووطني وخلال لقائين تشرفت بهما بمعية جلالة الملك عبدالله الثاني كان حفظه الله يؤكد على مسامعنا ذلك بفخر وعزة وإباء، وضمن هذا المنظور فإن معهد الاميرة بسمة لتدريب الشرطة النسائية يعتبر إحدى هذه المؤسسات وهو يعمل على قدم وساق وداخل اروقته سواعد لأردنيات من صاحبات الارادة والهمة، وكل واحدة منهن هي جزء من مسيرة البناء والنماء والتنمية التي تشهدها المملكة الأردنية الهاشمية بإسناد مباشر من قائد المسيرة جلالة الملك وولي عهده الأمين.

تحية لمعهد الاميرة بسمة لتدريب الشرطة النسائية وبوركت جهود العاملات فيه ادارة وتدريبا وتأهيلا وكل ذلك يشي بحقيقة ان الوطن بخير وان القادم أفضل بعزيمة ملك عربي هاشمي مقدام لا تنام عينه والوطن في ضميره وفكره ووجدانه .

* جامعة اليرموك