عمون - د. حسين الخزاعي - قبل ان يهل علينا شهر رمضان المبارك بشهر كامل ، اي (30) يوما اولت الحكومه من اعلى رأس الهرم فيها " معروف البخيت " الى كل من يهمه الامر في الوزارات والمؤسات والدوائر الحكومية لمتابعة توفير متطلبات شهر رمضان المبارك بدون نقص او استغلال او جشع او طمع بعض التجار او اصحاب المراكز التجارية الكبرى ، ووضعت الصناعة والتجارة خطة رقابية على الاسواق لحماية المستهلك وتوفير المخزون الاستراتيجي من السلع الاساسية لشهر رمضان وما بعد شهر رمضان والمخزون الاستراتيجي يكفي لاربعة شهور ، وجرت اجتماعات مع التجار ونقابة تجار المواد الغذائية مع المستوردين والتجار بهدف التأكد من توفر كميات كافية من المواد الغذائية باسعار مناسبة للمستهلك ، لضمان استقرار اسعار المواد الغذائية طيلة شهر رمضان في حال ارتفاعها عالميا ، مع الالتزام بتخفيض الاسعار في حال انخفاضها عالميا . حتى لا يتضرر المواطنون من هذا الارتفاع وخاصة الشرائح المعدومة والمسحوقة ، واطلقت جمعية حماية المستهلك حملة وطنية لترشيد الاستهلاك بعنوان ترشيد الاستهلاك مسؤولية الجميع ، والتي تؤكد على اهمية قيام المستهلكين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الى ترشيد استهلاك الماء والكهرباء والوقود والاتصالات وطرق اختيار السلع المعمره، في ظل الاجواء والتصريحات الاعلامية والمؤتمرات الصحفية اطمأن المواطن بان رمضان سيكون هذا العام " احلى ".

وفي فترة الاستعداد والتحضير لاستقبال شهر رمضان " شمر" الوزارء والمدراء عن سواعدهم ، فوضعت خطة مشتركة بين امانة عمان الكبرى وهيئة تنظيم قطاع النقل لمواجهة الأزمات المرورية المحتملة خلال رمضان تتضمن زيادة عدد ساعات الدوام في بعض الخطوط الرئيسية ، واكد نقيب تجار المواد الغذائية سامر الجوابرة ان " الامور تمام التمام ، وتوفر السلع الغذائية وبدائلها بكميات كبيرة في السوق وباسعار مستقره . ووزارة الزراعة دعت المستوردين لتوفير اللحوم في الاسواق المحلية والمحافظة على انخفاض اسعارها ، والوزارة تسعى لفتح مصادر جديدة ضمن الشروط الصحية اللازمة لاتاحة فرص الاختيار للمستهلك ، وتسهيل دخول الاغنام الامر الذي يساهم في تخفيض اسعار اللحوم ، وستدخل اللحوم الاثيوبية التي تقارب اللحوم البلدية حسب تصريحات وزارة الزراعة اسواقنا وبيوتنا وموائدنا وولائمنا بالاضافة الى الاسترالية ، في المقابل ارتفع سعر كيلو اللحم السوداني من ( 6.25 الى 6.50 دينار ) ، الحمد لله الرفع ربع دينار والمواطن عند اللحام ما بحسب المم نظافة اللحمة ونوعية الطبخة.

اما المتابع لحركة " الدجاج " فيرصد ان اسعارها قد ارتفعت بنسبة (20%) مع دخول شهر رمضان ، علما بانها قبل اسبوع واحد فقط من رمضان كانت ارخص ب (20%) ، ولعلنا في السنة القادمة نتأمل باستحداث وزارة للدجاج او امين عام للدجاج لمتابعة ضمان استقراها وعدم غلاء اسعارها، كون الدجاج لم توضع له خطه طواريء فقد ارتفع سعره وراحت على المستهلكين.
والجمعية الأردنية لمصدري الخضار والفواكه طمأنتنا بان اسعار الخضار والفواكه في السوق المحلية معتدله نسبيا ومتقاربة لما كانت عليه في العام الماضي ولا تتوقع الجمعية اي ارتفاع على الاسعار ، وحتى لا تصاب الجمعية بالحرج تؤكد بعدم تعميم الاسعار على كل اسواق المملكة فالاسعار في المناطق الشعبية اقل من اسعار المناطق الراقية نظرا لنفقات التكاليف حسب تبريرهم، لهذا فالمواطنون الاردنيون مطالبون بشراء الخضار والفواكة من المناطق الشعبية وذلك تجنبا للفروق الطبقية في المجتمع.

ووضعت مؤسسة المواصفات والمقاييس برنامجا مكثفا للرقابة على الأسواق المحلية خلال شهر رمضان المبارك من اجل حمايته من الغش وتوفير منتج امن له حفاظا على سلامته وصحته. ووضعت مديرية الامن خطة لمواجهة الازدحامات المرورية وخاصة دقائق ما قبل الافطار كون المواطن الاردني يريد كل شيء " سخن وطازة " ولا ينفع الشراء مبكرا ، وقامت ادار البحث الجنائي بوضع خطة عمل لشهر رمضان حددت بموجبها المواقع المحتمله بالسرقه ودراسة كيفية حمايتها ، واستندت هذه الخطه من واقع خبرة الادارة في متابعة السرقات والجرائم التي نفذت في شهر رمضان الماضي وذلك حتى تفوت الفرصة على كل من تسول له نفسه العبث في امن المجتمع وممتلكات افراده واستغلال شهر رمضان لتنفيذ جرائمهم .


وبعد ،،، هذه الاجراءات والخطط المشكورة التي قامت بها الحكومه والجهات المتعددة قبل رمضان ، تفاجأنا بدخول اول في شهر رمضان المبارك بتجاوزات واخطاء وسلوكيات خارجة عن المألوف ، ولا يقبل بها انسان عاقل ، جشع ، طمع ، غلاء اسعار ، تفاوت في السعر من بقالة الى اخرى، ومن مول الى مول ، ومن مكان خضار الى مكان اخر علما بانهم في نفس الشارع ، عصبية ، نرفزة ، استخدام للزامور بطريقه هستيرية، شتائم بذيئة ، تهافت على الشراء وبعض المستهلكين يقوموا لا يكتفون بعرباية واحدة ، يملأون عربايتين، ازمة على المطاعم والمخابز ومحلات الخضار والعصائر.

مسك الكلام ،،، عتبي على وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات كبير كبير ، لان وزارة الصحة لم تقم بوضع خطة استراتيجية لمواجهة الحالة الهستيرية التي يعيشها اغلب المواطنين الاردنيين في رمضان ، ما يجري هلوسة وهوس وترف وبذخ ووجنون سلوكي استهلاكي خطير ومنفر، ما زلنا في اول رمضان ، فهلا من خطة لمواجهة هذه الحالة الاجتماعية المرضية المزمنه.

ohok1960@yahoo.com
اكاديمي ،،، تخصص علم اجتماع