أوزبكستان .. ريادة عالمية عبر إصلاحات منهجية ومبادرات دولية طموحة
عبد الحميد الكبي
08-08-2025 10:54 PM
تتألق أوزبكستان اليوم كنموذج للتحول الشامل والتأثير العالمي، حيث نجحت في ترسيخ مكانتها كدولة رائدة على الساحة الدولية بفضل إصلاحاتها المنهجية ومبادراتها الطموحة التي تحظى بدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. بقيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، تبنت أوزبكستان رؤية استراتيجية تجمع بين تعزيز التنمية المستدامة، حماية حقوق الإنسان، وتطوير التعاون الدولي، مع التركيز على قضايا ملحة مثل حماية البيئة، تعزيز العلاقات الإقليمية، واستضافة قمم دولية. من جهودها لإنقاذ بحر الآرال إلى استضافتها لفعاليات عالمية كمؤتمر اليونسكو وقمم إقليمية، تبرز أوزبكستان كمركز للتعاون والتقدم.
فمنذ تولي الرئيس شوكت ميرضيائيف قيادة البلاد في عام 2016، شهدت أوزبكستان إصلاحات شاملة عززت سمعتها كدولة ملتزمة بمبادئ الأمم المتحدة. تركزت هذه الإصلاحات على تحسين جودة الحياة، حماية حقوق الإنسان، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية والبيئية. نتيجة لذلك، حظيت أوزبكستان بدعم واسع من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مما انعكس في انتخابها لعضوية هيئات دولية مرموقة مثل لجنة حقوق الإنسان (2025-2028)، المجلس الاقتصادي والاجتماعي (2024-2027)، ومجلس إدارة منظمة العمل الدولية (2024-2027). هذه الإنجازات تؤكد الثقة العالمية في قدرة أوزبكستان على لعب دور فاعل في مواجهة التحديات الدولية.
في عام 2024، حققت أوزبكستان إنجازاً بارزاً بانتخاب ممثلها في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة للفترة 2025-2028. هذه الخطوة تعكس تقدم البلاد في تنفيذ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي انضمت إليه في 1995. من خلال عضويتها، تساهم أوزبكستان في مراقبة التزامات الدول الأطراف وتبادل أفضل الممارسات لحماية الحقوق والحريات. كما أطلق الرئيس ميرضيائيف مبادرات داخلية لتعزيز الحريات المدنية، مثل إصلاحات القضاء وتحسين بيئة الأعمال، مما عزز مصداقية البلاد دولياً وساهم في دعم المجتمع الدولي لمبادراتها.
انتخاب أوزبكستان كعضو بديل في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية للفترة 2024-2027، بحصولها على 194 صوتاً في جنيف، يعكس التزامها بتطوير علاقات عمل تتماشى مع المعايير الدولية. تحت قيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، نفذت أوزبكستان إصلاحات لضمان ظروف عمل عادلة، بما في ذلك القضاء على العمل القسري وتحسين بيئة العمل. تتيح هذه العضوية لأوزبكستان المساهمة في صياغة سياسات عالمية تدعم العمل اللائق والمستدام، مما يعزز تبادل الخبرات مع الدول الأخرى.
حصول أوزبكستان على 185 صوتاً لعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (2024-2027) يبرز ثقة المجتمع الدولي في إصلاحاتها الاجتماعية والاقتصادية. يتيح هذا الدور لأوزبكستان المشاركة في صياغة استراتيجيات عالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل مكافحة الفقر، تقليل التفاوتات، وحماية البيئة. كما تساهم البلاد في مناقشات حول النمو الاقتصادي المستدام والعدالة الاجتماعية، مستفيدة من تجربتها في تنفيذ برامج مثل الاقتصاد الأخضر ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ويعد إنقاذ بحر الآرال من أبرز مبادرات الرئيس شوكت ميرضيائيف، حيث يواجه هذا البحر كارثة بيئية بسبب الجفاف والتلوث. في عام 2023، شارك الرئيس ميرضيائيف في قمة رؤساء الدول المؤسسين للصندوق الدولي لإنقاذ بحر الآرال في دوشنبه، مؤكداً التزام أوزبكستان بحماية المنطقة من خلال مشاريع زراعة 100 ألف هكتار من المساحات الخضراء لمكافحة التصحر وتحسين جودة الهواء. كما أطلق برامج لتحسين إدارة الموارد المائية، بما في ذلك تقنيات حصاد مياه الأمطار وإعادة تدوير المياه. هذه المبادرات، التي حظيت بدعم دولي، تعكس رؤية أوزبكستان لتحقيق الاستدامة البيئية وتحسين حياة المجتمعات المحلية في المنطقة.
في عام 2024، قادت أوزبكستان عدداً من المبادرات الدولية التي حظيت بدعم واسع من الأمم المتحدة. من بينها، قرار مكافحة الاتجار بالمخدرات (4 يونيو 2024)، الذي يعتمد على استراتيجيتها الوطنية للفترة 2024-2028، ويؤكد الحاجة إلى تعاون إقليمي في آسيا الوسطى. كما تبنت الجمعية العامة قراراً في 13 أغسطس 2024، بدعم 102 دولة، يركز على الإدارة المستدامة للغابات، مع التركيز على استعادة الأراضي المتدهورة ومكافحة التصحر. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت أوزبكستان، بالتعاون مع الصين، إعلان 10 يونيو يوماً دولياً للحوار بين الحضارات، وهي مبادرة تعزز التسامح والتفاهم المتبادل، مما يعكس رؤية الرئيس ميرضيائيف للسلام العالمي.
وبرزت أوزبكستان كمركز للدبلوماسية الدولية من خلال استضافتها لقمم إقليمية ودولية بارزة، مما يعكس مكانتها كجسر بين الحضارات. استضافت سمرقند قمة "آسيا الوسطى – الاتحاد الأوروبي" التي عززت التعاون الاقتصادي والثقافي بين المنطقتين. كما تستعد البلاد لاستضافة الدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر اليونسكو في سمرقند عام 2025، وهي المرة الأولى منذ 1985 التي يُعقد فيها هذا المؤتمر خارج باريس، مما يبرز دور أوزبكستان في تعزيز التراث الثقافي العالمي. في مجال السياحة، أطلق الرئيس ميرضيائيف مبادرات لتطوير السياحة المستدامة، حيث ارتفعت صادرات السياحة إلى 705 مليون دولار في 2024 بنمو 154%. كما استضافت أوزبكستان اجتماعات البرلمان الدولي، مثل ومنتديات منظمة التعاون الإسلامي، التي عززت الحوار بين البرلمانات حول قضايا التنمية والسلام. هذه الجهود جعلت من مدن مثل سمرقند وبخارى وخوارزم وجهات عالمية للسياحة الثقافية.
كذلك تحت قيادة الرئيس ميرضيائيف، تستعد أوزبكستان لاستضافة قمة دول آسيا الوسطى ودول الخليج العربي في سمرقند، وهي خطوة تعزز التعاون الاستراتيجي بين المنطقتين. هذه القمة، التي تأتي استكمالاً لقمة جدة في يوليو 2023، تهدف إلى تعزيز التبادلات التجارية والاستثمارية، كما أسهم الرئيس ميرضيائيف في تعزيز العلاقات الثنائية مع دول الخليج، مثل زيارته للسعودية في أغسطس 2022، حيث تم توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والزراعة والصحة. هذه المبادرات تعكس التزام أوزبكستان ببناء شراكات مستدامة قائمة على القيم المشتركة والمصالح المتبادلة.
تتجلى رؤية الرئيس ميرضيائيف في دفع أوزبكستان نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030. من خلال استضافة قمم دولية ومؤتمر اليونسكو، ودعم مبادرات لتطوير السياحة المستدامة والاقتصاد الإبداعي، عززت أوزبكستان مكانتها كمركز للتعاون الثقافي والاقتصادي. كما نفذت إصلاحات داخلية في التعليم والرعاية الصحية، مثل توسيع التعليم ما قبل المدرسي وتطوير المرافق الطبية، مما عزز من ثقة المجتمع الدولي في قدرة أوزبكستان على قيادة مبادرات عالمية.
تحت قيادة الرئيس شوكت ميرضيائيف، أصبحت أوزبكستان رمزاً للإصلاح والتأثير العالمي، حيث تجمع بين الإصلاحات المنهجية ومبادرات دولية طموحة مثل إنقاذ بحر الآرال، تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، واستضافة فعاليات عالمية. بدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تساهم أوزبكستان في بناء عالم أكثر عدلاً واستدامة، مؤكدة التزامها بالسلام والتقدم.