«صدام حسين» مفتاح لترويج موجة عارمة من الكتب
27-01-2007 02:00 AM
يشكل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عنصراً جاذباً لعشرات الكتاب والمؤلفين للترويج لكتبهم التي ربما لا يحتوي عدد منها سوى على صفحات معدودة أحياناً وحتى صفحة واحدة في أحيان أخرى عنه، لكن استغلال اسم صدام كفيل بتسويق هذه الكتب التي تلقى رواجاً وإقبالاً من دور النشر. و«يكفي أن تضع اسم صدام حسين عنواناً لمجموعة من الأوراق تسميها كتاباً حتى توزع منه دار النشر عشرات الآلاف من النسخ، فكيف الحال إذا كانت مذكرات تحوي على أسرار حقبة جاوزت الثلاثين عاما؟»، هذا ما قاله المحامي الأردني عصام الغزاوي، عضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
يضيف الغزاوي لـ «البيان» انه يدرك ان اسم صدام حسين سيتحول إلى «علامة وطنية» يصعب هزيمتها في أسواق عالم الكتب العربية.
غير ان هناك ما يستغل محاكمة الرجل من دون ان يتناولها. يقول الغزاوي «قدم لي شخص كتاباً تحت عنوان (محاكمة صدام حسين) يقع في 150 صفحة من القطع المتوسط، فلم أجد فيه شيئاً عن المحاكمة سوى صفحة ونصف فقط، وهو كتاب لا يصلح حتى لأن يكون واقياً من المطر، ولكن صاحبه سيبيع منه عشرات الآلاف من النسخ بالتأكيد».
وعندما سألنا الغزاوي عن المذكرات التي يشاع في الأوساط السياسية والشعبية العربية، ان قوات الاحتلال الأميركي استولت عليها قبيل تنفيذ عملية إعدام صدام، قال «لا أعرف إذا كانت المذكرات موجودة أصلاً أم لا ولكنه كان دائماً يقرأ لنا كمحامين من أوراق صفراء مسطرة كان يحصل عليها من الجنود الأميركيين». وأشار إلى انه ورغم عدم معرفته بالأدب، ولكنه كان يشعر من كتابات صدام الشعرية والأدبية انها كانت على مستويين الأول مذهل، ولكن الآخر عادي للغاية.
ويضيف «هو يكتب في كل شيء مذكرات وخواطر وشعر(...) ولكني لست متأكداً فيما إذا قام صدام بكتابة شيء مرتب في وضع كتاب». وقال «إذا كان هذا الكتاب موجوداً فأنا لم اضطلع عليه». وعندما سأل المحامي الغزاوي المسؤولين الأميركيين عن كتابات صدام، قيل له «انهم اخذوا كل شيء للتدقيق فيه خشية من ان يكون فيها رسائل للمقاومة»، فسألهم مجدداً من هم هؤلاء فقيل له «أصحاب الاختصاص». وعندما استفسر عن موعد إعادتها قالوا «عند الانتهاء منها ففي حال لم يجدوا فيها شيئاً سيعيدونها».
أما صالح العرموطي، نقيب المحامين الأردنيين، عضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل، فانه على يقين من وجود المذكرات، ويقول لـ «البيان»: «سمعت من صدام حسين بنفسي وجودها بعدما سألته عما يفعله في يومه فقال انه يقضيه في كتابة المذكرات والشعر والخواطر وقراءة القرآن والصلوات».
وأضاف «لقد رأيت مذكرات صدام حسين بين يديه.. بل قرأ لنا جملاً منها، ولكنها تلك التي تحتوي على أشعار وخواطر سواء أدبية أو سياسية وأدعية وصلوات». ولكن أين هي الآن؟ هذا السؤال يجيب عنه العرموطي بالتأكيد على ان من مصلحة القوات الأميركية في هذه الفترة إخفاء كل شيء ذي صلة بصدام.
وعن إمكان ان يقوم أحد محامي صدام بنشر مذكراته في كتاب، قال«علمت من بعض الزملاء ان وزير العدل القطري الأسبق المحامي نجيب النعيمي يعد كتاباً وان غيره يفعلون».
بدوره قال رئيس اتحاد الناشرين في الأردن د. فاروق مجدلاوي في تصريح لـ «البيان»، انه في حال اطمأن القارئ بأن هذه المذكرات والأشعار والخواطر هي بالفعل كتبها صدام حسين ولم يتم «فبركتها» أميركياً فان الكتاب سيحقق رقماً قياسياً في المبيعات.
ويؤكد د. مجدلاوي من جهة أخرى، على انه إذا ما كتب المحامون عن الأسرار التي يحملونها معهم من خلال تجربتهم مع الرئيس العراقي الراحل فان كتابهم أيضاً سينال حجم مبيعات هائلاً.
عمان ـ لقمان اسكندرم عن البيان الاماراتية