إعادة خدمة العلم .. ألقٌ يعيد للشباب معناه
ميس القضاة
17-08-2025 06:45 PM
إعادة خدمة العلم في الأردن ليست مجرد واجب أو فترة زمنية محددة، بل هي تجربة وطنية عميقة تحمل معاني الفخر والانتماء والمسؤولية . فهي لحظة يكتشف فيها الشباب قيمة التضحية من أجل وطنهم، ويشعرون بأن كل جهد يبذلونه جزء من حماية حاضر الأردن وبناء مستقبله. الفخر بإعادة خدمة العلم ينبع من إدراك الشباب أن خدمتهم ليست مجرد تدريب، بل رسالة حيّة للوفاء بالواجب الوطني وتجسيد حقيقي للانتماء للوطن .
خلال هذه الفترة، يعيش الشباب تجربة متكاملة تُغذي شخصيتهم وتطور مهاراتهم. يتعلمون الانضباط الذاتي، الصبر، القيادة، والعمل الجماعي، ويكتسبون قدرة أكبر على مواجهة التحديات والصعاب. هذه المهارات لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد لتكون أساسًا في حياتهم اليومية والمهنية، وتجعلهم أفرادًا أكثر وعيًا بمسؤولياتهم تجاه أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم.
كما أن إعادة خدمة العلم أيضًا هي رمز للوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الوطن، إذ تجمع الشباب من مختلف المحافظات والخلفيات، فيتعرفون على تجارب بعضهم البعض، ويتبادلون القيم والمبادئ، ما يعزز الروابط الاجتماعية ويقوي شعور الانتماء الجماعي. فكل يوم يمضونه في خدمة الوطن يزيد شعورهم بالفخر، ويجعلهم جزءًا من مشروع وطني أكبر يبني الأردن ويحميه من أي تهديدات محتملة.
أن اعادة خدمة العلم يظهر أيضًا في تقدير الشباب لقيمة التضحية والوفاء. فهي تجربة تعلمهم أن حب الوطن ليس مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تُترجم إلى التزام وخدمة مستمرة. ومن خلال هذه الخدمة، يدرك الشباب أن مشاركتهم في حماية الوطن واجب، وأن كل ساعة يقضونها في التدريب أو الواجب العسكري تُضيف إلى تاريخهم الشخصي وسمعة وطنهم.
في النهاية، إعادة خدمة العلم ليست مجرد فترة زمنية تمر على الشباب، بل رحلة وطنية تعيد لهم معنى الانتماء والمسؤولية والفخر الحقيقي بالأردن. إنها تجربة تربطهم بوطنهم قلبًا وعقلًا، وتجعل منهم جيلًا قادرًا على حماية تراب الوطن والمساهمة الفاعلة في تقدمه وازدهاره. إنها شهادة على حب الوطن وإخلاصهم له، وتجربة تُزرع فيهم قيم التضحية والانتماء التي تبقى معهم مدى الحياة.